المسافة بين الأرض والسماء – المطران بولس (بندلي)

mjoa Tuesday December 13, 2016 163

المسافة بين الأرض والسماء – المطران بولس (بندلي)

في إنجيل هذا النهار يكشف لنا الإنجيلي لوقا إننا نحن الذين نحيا على الأرض، مدعوون ليس فقط أن نتأمل بالجلد الأزرق الذي يحيط بأرضنا بل أن نتجاوزه إلى السماء الحقيقية حيث الأبرار والصديقون وحيث لا يفسد سوس ولا صدأ وحيث لا ينقب السارقون ولا يسرقون. هناك في أحضان أب الإيمان ابراهيم نحن مدعوون أن نرى ما لم تره عين وأن نسمع ما لم تسمع به أذن وأن يعلن لنا ما لم يخطر على فكر بشري وهو ما أعده الله للذين يحبونه .

ربما يجرب الكثيرون منا بالتفكير بأن السماء هي معدة لقلة من الناس واحتمال أن نكون في عدادهم شبه معدوم -أو على الاقل لا نعرف طريق السماء متسائلين هل يرشدنا اليه أحد. إذا تذكرنا عمل الرب يسوع وكيف أنه بتجسده على أرضنا جعل لنا طريق السماء مفتوحة أي سالكة وأعلن لنا شرطاً أساسياً لولوجه وهو أن نحب الله عبر محبتنا بالاخوة وهذا يعني بوضوح أن لا دخول للسماء إلا للذين يضعون الرحمة نصب أعينهم ويجاهدون لتتحقق في حياتهم ويستقبلون بوجه بشوش، مشجِّع، كل انسان في محيطهم وخاصة من طابق الرب نفسه عليهم اذ قال: كل ما فعلتم بأحد أخوتي هؤلاء الصغار فبي فعلتم…
تعالوا يا اخوة نلتفت، ونحن نتابع مسيرة حياتنا، إلى أولئك المتعبين من ثقل الحياة ولا ندعهم يشتهون أن يأكلوا من الفتات المتساقطة من موائدنا بل نرحم فلا ننتظر استثناءات تظهر لنا لكي تعرض لنا وضع شقاء، فلنسارع بأمانة نحو الذين وضعهم الله على طريق حياتنا فنجد حينئذ طريق السماء مفتوحة أمامنا ونصل إلى تسبحة الحمل الذبيح من أجلنا ومن أجل العالم أجمع. حينئذ نسمع صوت الرب الذي يدعونا: تعال اليّ يا مبارك أبي رث الملك المعد لك منذ انشاء العالم، فاذ عرفت أن تكتشفني فتعال عبر المتألمين والجياع على الأرض، فترتقي إلى سمائي الجديدة حيث يسكن البر وحيث ألحان المعيدين التي لا تفتر. حينئذ نسجد للحمل مع الشيوخ ونكون حقيقة من سكان السماء ونحن رجلانا على الأرض.
ألاّ أهلنا الله أن نقطع المسافة بإيمان وشوق ونسبح المسيح إلى كل الدهور. آمين.

نشرة البشارة
العدد  44 – في  3 تشرين الثاني 2002  
الأحد التاسع عشر بعد العنصرة

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share