الملائكة – المطران بولس (بندلي)

mjoa Tuesday December 13, 2016 181

الملائكة – المطران بولس (بندلي)

يوم أو أمس في الثامن من هذا الشهر عيدت الكنيسة المقدسة لرئيسي الملائكة ميخائيل وجبرائيل ولسائر رؤساء الملائكة.
الملائكة من خلائق الله، أرواح محضة، خلقوا لكي يُرسَلوا إلى البشر. خلقوا لكي يعلنوا للناس أن الله ليس شبيه بين آلهة الأصنام الذين لهم أعين ولا يبصرون، ولهم آذان ولا يسمعون، أرسلوا لكي يؤكدوا للناس:
أولاً: ان ليس إله مثل إلهنا، وهذا ما يحمل اسم “ميخائيل” من معنى، فهو يحمل التعبير التالي: “من مثل الله” وكما تقول آية المزمور الشريف والتي نرددها في الأعياد الكبيرة السيدية إذ نقول: “أي إله عظيم مثل إلهنا، أنت الله الصانع العجائب وحدك”…

ثانياً: ان هذا الإله الذي ليس له مثيل، المتعالي، الذي لا تستطيع العقول البشرية أن تدركه هذا ارتضى أن يصبح انساناً متخذاً جسداً من فتاة عذراء بشرية حل عليها الروح القدس والتي أعلمت بهذا من رئيس الملائكة جبرائيل الذي أجاب تعجبها قائلاً: “الروح القدس يحل عليك ونعمة العلي تظللك ولذلك القدوس المولود منك يدعى ابن الله” و “القداسة مشهود لها في الكتاب العزيز من الملائكة إذ انهم يحيطون بعرش السيد العلي أي الله، صارخين “قدوس، قدوس، قدوس، رب الصباؤوت السماء والأرض مملؤتان من مجدك العظيم” كما يذكر الإصحاح السادس من سفر أشعياء النبي وهذا ما أدخلته الكنيسة المقدسة في نشيد أطفال البشر المستقبلين سيدهم وسيد العالم أجمع في دخوله الاحتفالي إلى القدس المدينة المقدسة، كي يتحمل فيها الصلب الاختياري والموت الطوعي والدفن الثلاثي الأيام فيقوم دائساً الموت بموته.
فالملاك ارسل اليه لكي يشدده في بستان الزيتون والملاك دحرج الحجر عن باب القبر واعلن للنساء الحاملات الطيب انه قام حقاً طالباً منهن أن يقلن ذلك لتلاميذه.
هذا هو دور الملاك، أن يكشف للناس ان الله الخالق، اذ تجسد تحننا بالله وولد بين البشر لكي يكون هناك فرح لجميع الشعب اذ يخلصه حقاً من خطاياه.
أيها الأحباء نحن مدعوون أن نتذكر خدمة الملائكة بالنسبة للإنسان لكي نتعزى بافتقاد الله لنا ولكي ننقل بدورنا إعلان الملائكة إلى كل من حولنا فنصبح بدورنا مدعوين ولو كنّا حاملين جسداً، أن ننقل رسالة الخلاص التي أعلنها الملائكة المبشرون به فنهتف مع الكنيسة المقدسة: “بشروا من يوم إلى يوم بخلاص إلهنا، فيتعزى البشر، كل البشر، بتعزية إلهنا المفتقد العالم برحمته العظيمة، له الكرامة والسجود إلى أبد الدهور. آمين.  

نشرة البشارة
العدد 45 – في  10 تشرين الثاني 2002  
الأحد العشرون بعد العنصرة

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share