جهاد الرعاة – المطران بولس بندلي
في هذه الأيام المباركة تذكرنا الكنيسة المقدسة بعدد من رؤساء الكهنة القديسين فتنذكر الكلمة الإلهية القائلة إن كل رئيس كهنة يؤخذ من بين الناس ليقدم الذبيحة عن خطاياه وخطايا الناس الذين أمنهم الرب عليه. فرؤساء الكهنة لا يغيب عن بالهم إنهم خطأة ولكنهم مع ذلك هم مقامون ليقدموا صلوات وذبائح غير دموية عن خطاياهم وعن أبناء رعاياهم الذين افتداهم الحمل القدوس، ولذلك يجاهدون لكي تنتصر نعمة الله فيهم وفي أولئك الذين وضعتهم هذه النعمة في طريق حياتهم.
وإذا ما طالعنا سير حياة أولئك الرعاة لاتَّضح لنا أمر هام جداً وهو إنهم مقاومون للسهر على رعاياهم سهر من سيُطلب منهم حساباً عن النفوس المفتداة بدم الحمل القدوس، عليهم أن يجاهدوا جهاداً كبيراً ليقدموا بهذه الرعاية على ما يرضي الله الراعي الصالح الذي اختارهم فانتدبهم لكي يقفوا ساهرين على خرافه الناطقة وهذا سهر مضني لدرجة الاستحالة ولكن النعمة الإلهية التي في كل حين للمرضى تشفي وللناقصين تكمل هي التي تنتدبهم لذلك العمل الذي أفرزهم الروح القدس ليقوموا به.
إن الرعاة القديسين قد جاهدوا جهاداً عظيماً لا يراه إلا الله وحده. قد جاهدوا من أجل أن يحفظهم الله بلا لوم، قد جاهدوا ضد ضعفاتهم، ضد أركان ظلام العالم أي ضد الخطيئة المحيطة بسهولة بهم وضد تيارات الشر التي هاجموها باستمرار فانتصبوا مسلَّحين بسلاح إيمانهم والغيرة لأجل أن يبقى هيكل الله المذبح والانسان معاً بلا دنس. وقفوا تجاه طغاة لم يقبلوا بأن يسايروهم وجاهدوا حتى الدم لكي تبقى الرعية آمنة ومؤمنة في الوقت نفسه، آمنة من “الذئاب الخاطفة التي لا تشفق على الرعية” ومؤمنة ليس بالراعي البشري ولكن بواستطه براعي الخراف الوحيد، ربنا يسوع المسيح.
فيا أيها الأحباء هذه السحابة من الرعاة المجاهدين نلتمس شفاعتها من أجل الرعاة المقامين لخدمة مذبح الرب والنفوس كي يذكرهم الرب الإله ويحفظهم إلى سنوات عديدة معافين مديدي الأيام مفصلين كلمة الحق باستقامة كي يحترزوا لأنفسهم وللرعية التي أقامهم الروح القدس فيها اساقفة كي يرعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه. آمين.
نشرة البشارة
العدد 4 – في 27 كانون الثاني 2002
القديس يوحنا الذهبي الفم