رسالة الصوم – المطران بولس بندلي
أيها الأحباء،
غداً يبتدئ الصوم الأربعيني المقدس.
اننا نسأل الله أن يكون صوماً مباركاً نسعى فيه أن نحقق غايته ألا وهي الوصول إلى السيد الرب يسوع المتألم من أجلنا والمنتصر على آلامنا بآلامه وعلى موتنا بقيامته المقدسة بعد أن مات من أجلنا ومن أجل العالم أجمع.
نرجو أن يكون صومنا فترة، كما تعلمنا الكنيسة المقدسة، نقضيها بكل أمانة كي ننقل فيها يوماً نحو الحَمَل الذبيح، عالمين ان هذا الهدف لن يتحقق الاّ إذا كان الاخوة الموضوعين في طريقنا -كلهم دون استثناء في أفق رؤيتنا المستمرة، كي نخدمهم كما علمنا ربنا وإلهنا الذي لم يأتِ ليُخدَم بل ليخدم وليبذل نفسه فداء عن العالم أجمع.
نرجو أن يكون السعي مستمراً لكي تتنقى نفوسنا وأجسادنا. فالأنقياء القلوب هم الذين يعاينون الله، نرجو لكم ولنا أن يكون سعينا اليومي أن تنجلي عن أعيننا الغشاوة التي تسببها أنانيتنا المستحكمة فينا. لكن قوة الله في صومنا والصلاة التي ترافقه هي التي ستشَفِّف رؤيانا فننظر إلى الاخوة حولنا بعين غافرة لاساءتهم لنا وبقلوب متخشّعة طالبة أن يغفروا لنا كل أخطائنا تجاههم وهكذا يمسي صومنا فترة مقدسة نرفع فيها عقولنا وقلوبنا إلى الرب ملتزمين بعضنا بعضاً وخاصة الضعفاء والمحتاجين بيننا الذين يصبح الاهتمام بهم أساساً كي نتقدس جميعاً.
باسم غبطة أبينا البطريرك أغناطيوس الرابع بطريرك أنطاكية وسائر المشرق الكلي الطهر والجزيل الاحترام وأخويّ المطران يوحنا والمطران باسيليوس مشاركي عمل النعمة في أبرشيتنا المحروسة بالله وكافة اخوتنا رؤساء كهنة الكرسي الانطاكي المقدس ندعو لكم ولعائلاتكم بصوم نتنقى فيه جميعنا فنعاين القدوس الذي لا تستطيع أن تعاينه طغمات الملائكة ولا أن تدنو منه لكنه ظهر لنا من أحشاء الكلية القداسة والدائمة البتولية مريم فنسجد له مع الآب والروح القدس إلى الأبد. آمين
نشرة البشارة
العدد 11 – في 17/3/2002
أحـــد مرفع الجبن
أحد الغفران