الأستعداد للحصول على الخلاص – المطران بولس (بندلي)

mjoa Wednesday January 18, 2017 74

الأستعداد للحصول على الخلاص – المطران بولس (بندلي)

إن بولس الرسول في مقطع الرسائل الذي تلي اليوم على مسامعنا، بعد أن أعلن لنا الخلاص قريب منا وأقرب منّا مما كان حين آمنّا لأننا عشنا مرحلة من حياتنا على أساس هذا الإيمان وأصبحنا منتبهين إلى الخلاص الذي منحنا إياه الرب عندما مات على الصليب من أجل خلاصنا وخلاص العالم أجمع. إنه مفروض علينا الاّ نبقى كما كنّا عندما دخلنا الإيمان. فهذا الإيمان يسوع المسيح مصلوباً من أجلنا ومائتاً بعد أن اشترانا بدمه الكريم من لعنة الناموس أي تلك اللعنة التي كانت قبل المسيح تهدد الذين يخالفون ولو احدى هذه الوصايا التي وردت في الناموس. فالوصايا لم تبطل بل بالاحرى رفعت إلى مستوى أعلى لكن إطار اللعنة الذي كان تطبيق الوصايا محاطاً به أبطل بصليب الرب يسوع المسيح وأصبحت الوصية مطلوبة منّا ليس لأننا نخاف اللعنة ولكن ننظر إلى الذي احبنا حتى الموت لكي يخلصنا فادركنا ان الخلاص بيسوع المسيح المصلوب والقائم من بين الأموات ليس بعيداً عنا بل هو على ابوابنا إذا شئنا لأن نتقبله. ويلفتنا النص الذي تلي علينا في رسالة هذا اليوم أنه علينا أن نخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور –

فيسوع هو النور الآتي إلى العالم ولا شركة بين الظلمة والنور- وإذ نحن نؤمن بالنور المخلص لنا يطلب منا أن “نخلع” أي أن ننزع بقوة الخطايا التي نقع فيها جميعاً. لا مهادنة مع الخطيئة، علينا أن ننزع بقوة الله، أعمال الظلمة أي الأعمال التي نستسلم بها لغرائزنا ولشهواتنا ولذلك يطلب منّا أن نحاربها بأسلحة روحية نورانية: الصلاة والصوم والقراءات الكتابية والتأملات في كلمة الله في الإنجيل المقدس وكتابات الآباء القديسين والرهبان المتوحدين الأبرار. هذا المقطع يدعونا إلى جهاد كبير فملكوت الله كما قال الرب يسوع يغتصب اغتصاباً.
هذا الصوم المبارك الذي ندخله غداً بنعمة الله هو ميدان جهادنا في هذه الأيام المباركة، قوانا الله لكي نجوزه بكل أمانة دون دينونة للآخرين. فاذا كان اهتمامنا بالآخر لنموه في الرب أو لمساعدته في حياته هذا هو مبارك عسانا أن ننتبه اليه خاصة في المسيرة المباركة التي نلجها ولكن ان كان اهتمامنا بالآخر يدفعنا إلى دينونته فنحن بعيدون كل البعد عن روح الصوم المبارك فلننتبه أيها الأحباء ونردد مع القديس البار أفرام السرياني هذه الصلاة التي سترافقنا طيلة الصوم: “أيها الرب وسيد حياتي اعتقني من روح البطالة والفضول وحب الرئاسة والكلام البطال وانعم عليّ أنا عبدك الخاطئ بروح العفة واتضاع الفكر والصبر والمحبة، نعم يا ملكي وإلهي هب لي أن أعرف ذنوبي وعيوبي وأن لا أدين إخوتي فإنك مبارك إلى أبد الدهور. آمين.
الأحد 9 آذار 2003
العدد 10
أحد مرفع الجبن
(الغفران)

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share