شفاء المرضى والالقاء في السجن – المطران بولس (بندلي)
إن مفارقة عظيمة تظهر في مقطع أعمال الرسل الذي رتبته الكنيسة المقدسة للأحد الأول بعد الفصح المقدس.
من جهة يخرج الناس بالمرضى إلى الشوارع ويضعونهم على فرش وأسرّة ليقع ولو ظل بطرس عند اجتيازه على البعض منهم. فكان إذا ما خرج بطرس والتلاميذ إلى الشوارع كان خروجهم هذا تنتج عنه نعمةإلهية يحملونها إلى أولئك المرضى الملتمسين رحمة من لدن الله والكلمة الواردة في الكتاب العزيز صادقة اذ تؤكد أنهم كانوا يشفون جميعاً.
ومن جهة أخرى رئيس كهنة وكل الذين معهم وهم من شيعة الصدوقيين، تلك الجماعة التي أعماها الغنى والترف فكانت ترفض القيامة من بين الأموات معتقدة أن حياة الإنسان هي فقط تلك التي يعيشها على أرضنا هذه، هؤلاء امتلأوا غيرة ليس لأمور الله كما كلن يليق بهم أن يفعلوا، ولكن غيرتهم كانت لمراكزهم ولمصالحهم التي ظنوها “مهددة” بما يحدث، فدفعتهم غيرتهم السيئة هذه إلى محاولة ايقاف الرسل عن عملهم المقدس في شفاء المرض باسم وقوة ربهم، فألقوا أيديهم على الرسل لكي يمنعوهم من القيام بعملهم الانساني والبشاري ووضعوهم في السجن لكي يوقفوا ما كانوا يقومون به.
ولكن كلمة الله لا تقيّد، ففتح ملاك الله أبواب السجن وأخرجهم منه وطلب منهم أن يمضوا ويقفوا في الهيكل “ويكلموا” الشعب بجميع كلمات الحياة الأبدية.
أيها الأحباء ان كلمة الله وحدها تحمل الحياة ومهما اشتد الاضطهاد فهي التي تبقى منتصرة فنحن مدعوون أن نحملها إلى كل انسان وأن نتحمل أن نُلقى في سجون معنوية من أجلها فلا نخاف مما يصنعه الإنسان بنا، الله الذي يعطي قوة لمحبيه فيعطينا جميعاً أن نلقي ظل رحمته الإلهية فيصبح ظلنا كظل بطرس اذ يحمل هذه الرحمة لتقع على المرضى والمقهورين والمتألمين الذين وحّد الله نفسه بهم وهكذا تنتصر رحمة إلهنا ويخرجنا الملاك دوماً من سجن أهوائنا فنكلم الناس أجمعين بكلمات الحياة الأبدية التي في ربنا يسوع المسيح له الكرامة والسجود إلى أبد الدهور. آمين.
الأحد 4 أيار 2003
العدد 18
المسيح قام! حقاً قام!