الآخـــــــــــــر – المطران بولس (بندلي)
أيها الأحباء،
ليس هناك من يلقيني في الماء عند تحريكه بل ينزل قبلي آخر! صرخة أليمة لمخلّع بقي مطروحاً على فراش ألمه مدة ثمان وثلاثين سنة، الا نتوقف لنستمع اليها؟
في الجماعة المشتركة في حياة الصلاة الماء يحرّكه الروح القدس الالهي وليس من وقت الى آخر ولكنه محرّك دائماً وأبداً…
في الخدمة الالهية التي تجمع أبناء الله المتفرقين الى اتحاد واحد في ذبيحة التسبيح التي تضمنا الى الحمل القدوس، هناك ألتقي بإنسان آخر مطروح مثلي، يلتمس مثلي رحمة الهية فهل أبقى مكتوف اليدين وكأنه غير موجود؟ هل أفكر بأنني مركز للعالم أجمع؟ أم أسعى اليه مع كل من حولي لكي أنال منه معهم فداء أبدياً. ان انجيل هذا النهار المبارك يضعنا على المحك. هل أفكر بنفسي لوحدي أو انتبه الى الآخرين؟
هل يبقى همي الوحيد أن أرتمي في بركة الخلاص أم أقول هناك انسان، كل انسان وضعته النعمة الالهية في طريقي لكي “أصير أنا قريبه” كما نوّه اليّ الرب يسوع في مثل السامري الشفوق، وأقوم بامتحان قلب صادق استخلص منه أنني لا أستطيع أن أهمله كما أن الرب لم يهملني وأن آتي اليه كما أتى السيد القدوس اليّ وأن أدفعه قبلي الى بركة الحياة فحينئذ أشفى من أهم مرض أنا واقع فيه وهو أنانيتي ويكون شفائي محتّم اذ أنني هكذا أصبح والآخر في رحم الاله القدوس الشافي البشر من أمراضهم الجسدية والروحية.
أيها الأحباء المنافسة الروحية مهمة وتتحقق ليس بأن أدفع نفسي بنفسي في بركة شافية تحمل رحمة الله ولكن التسابق يكون بأن أسرع فأدفع “أخي” الى تحنن الهي يغمره فحينئذ أجد أنني أصبحت معه في حوض الشفاء لي وله وللعالم أجمع.
أيها الرب القدوس الشافي أسقامنا الروحية والجسدية اشفنا من أنانيتنا، اشفنا من كسلنا، أعطنا أن نلتفت الى كل “أخ” وضعته في حياتنا لكي ندفعه نحوك فيصبح طريقاً مؤدياً بنا اليك أيها القدوس وحدك المبارك الى أبد الدهور. آمين.
الأحد 18 أيار 2003
العدد20
المسيح قام! حقاً قام!