الصبــــــــر – المطران بولس (بندلي)
“الضيق ينشيء صبراً والصبر تزكية والتزكية رجاء والرجاء لا يخزى لأن محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا” (رو4:5و5).
هكذا يكلم الرسول بولس في مقطع الرسالة إلى أهل رومية الذي استمعنا إليه اليوم.
المطلوب منا في وسط الضيقات التي نمر فيها وليست قليلة وليست وهمية، الاّ نعتبرها قصاصاً من الله -ألم يقل الكتاب العزيز في موضع آخر: كثيرة هي أوجاع الصديقين وفيها جميعها ينجيهم الله. فالضيق إذا تحملناه بنعمة إلهنا فهو ينشيء صبراً والصبر ليس “إعلان عجز” لكنه نابع من اتكالنا على الله الذي “أعلن على لسان محبيه القائلين “صبراً صبرت للرب” فالصبر يصبح مستمداً من الله نفسه وهكذا تنبع عنه التزكية والتزكية تولد رجاء -والرجاء هذا يصبح في حياتنا كالمرساة التي تثبت السفينة في وسط الأنواء. فسفيتنا معرضة لأمواج بحر هذه الحياة التي تلاطمها باستمرارها لكن لنا الرجاء وهذا الرجاء مثبت في الرب يسوع الذي أرسل لنا الروح القدس بل أعطاه لنا هبة منه لكي نبقى ثابتين في الرجاء ونتذكر ذاك الذي قال لتلاميذه عندما ظهر لهم على البحيرة التي كانت أمواجها تلطم سفينتهم: “ثقوا لا تخافوا -إني أنا هو”.
فتعال أيها الرب يسوع وانقذنا وانقذ عالمك من الشدائد أنك المبارك إلى أبد الدهور. آمين.
نشرة البشارة
الأحد 6 تموز 2003
العدد27
الأحد الثالث بعد العنصرة