الكلمة التي ألقيت في حفل تخرج طلاب المرحلة الثانوية في المدرسة الوطنية الأرثوذكسية لعام 2003 – المطران بولس (بندلي)
وقال الله: ليكن نور، فكان النور! (تك3:1).
هكذا يتكلم الكتاب العزيز محدّثاً ايانا عن بدء الخلق بانتشال الخليقة جمعاء من ظلمتها. حيث كانت مخفية في اللاوجود فأبصرت النور، وتضيف الكلمة الإلهية أن الله رأى النور انه حسن وفصل بين النور والظلمة (تك4:1).
أيها الأحباء المتخرجون، لقد دأب مديركم الحبيب يرافقه في عمله مسؤول قسمكم الكريم ومعلموكم المحترمون، أن يسهر على أن تخرجوا من الظلمة إلى نور المعرفة كما رتب ذلك الله الخالق، فأُخرجتم من جهل مرعب كونه يهدد كيانكم الانساني بكامله، إلى فجر ينبلج مشرقاً في حياتكم، ولذا يتحوّل تخرجكم من إطار ضيق محدود الآفاق إلى دعوة بل إلى رسالة نور تتزودون بها لتواجهوا ظلمة هذا الدهر -وكما حمل اليكم مربوكم في هذه المدرسة طيلة السنوات التي قضيتموها فيها دائبين أن تشاركوا الجهود الممزوجة عرقاً ودماً في وسط تضحيات جسيمة قام بها أهلكم المتفانون، تلك التضحيات التي تتضافر جهداً مع سهر أولئك الذين انحنوا فوقكم بصبر لا يعرف الكلل كي يبعدوا عنكم ظلمة الجهل وليس هذا فقط، فجهودهم وجهودكم أنتم يا من سهرتم الليالي كي تزرعوا الزرع الصالح الذي ابتدأنا نفرح بقطاف يانع لثماره ونرجو أن تتعزى قلوب الجميع بفرح يشترك فيه الزارع والحاصد معاً.
نشرة البشارة
الأحد 27 تموز 2003
العدد 30
الأحد السادس بعد العنصرة
بندلايمون الشافي