البشارة – المطران بولس (بندلي)
لما شاء الرب الذي أفرزني من جوف أمي وأعلن ابنه فيّ لكي أبشر به حينئذ لم أصغ إلى لحم ودم…
هكذا سمعنا في هذا اليوم المبارك القديس بولس الذي ظهر له الرب على مدخل دمشق ليحصل فيه تغيير جذري من مضطهد للمسيحيين إلى مبشر بالرب يسوع المسيح.
نلاحظ ان الرب ينتبه إلى الإنسان وهو بعد جنين في رحم أمه، فالله الخالق يقوم بمتابعة مخلوقه منذ أن ابتدأ يتكوّن فلا توجد لحظة في الوجود لا نكون حاضرين في محبة الله وفي تصميمه الخلاصي. ونلاحظ
ان الدعوة للبشارة دُعي اليها بولس وهو بعد في بطن أمه فقبل أن يرى النور الحسي الخارجي كان الله خلقه ينيره بنوره الإلهي الذي لا يغرب أبداً.
أعلن الرب ابنه الإله الذي تجسد لأجل خلاص العالم، أعلنه في بولس كما في أولئك المستعدين لينقلوا اسمه بين الناس. فالله اختار بولس وأرسله ليبشر بالابن المساوي له في الكرامة والسجود. ارسله لكي يبشر به إلهاً متحنناً تنازل أن يكون بشراً لكي ينقل البشارة بإسمه إلى الناس أجمعين المبتعدين عن الله بسبب ضعفهم البشري ولكي يقول لهم لا تخافوا، الله ليس فزاعة، الله ليس بُعبُعاً، الله لا ينظر إلى مخلوقه الحي الذي يحمل أساساً صورته ومثاله الاّ بعين الرضى والتحنن. وهذا ما ينقله إلينا الابن الوحيد الذي اتانا برحمة إلهية وصلب ومات وقام من بين الأموات منهضاً معه البشرية جمعاء.
السؤال الذي يطرح عليّ وعليكم الآن: هل أنتبه أن الله “يعلن” ابنه فيَّ أنا غير المستحق أي انه يظهر الرب يسوع عبرحياتي أنا وتصرفي أنا؟
هل أنتبه اني مدعو ان انقل اسمه إلى الناس أي أبشر به انطلاقاً من حياتي التي علي أن أنتبه كيف تعلن حقيقة خلاص المسيح للعالم أجمع.
إذا أردت ذلك فأنا مدعو كما دعي بولس في رحم أمه لكي أنقل اسم الرب الحي المنتصر على الموت بين كل إنسان وضعتني النعمة الإلهية في طريقه ووضعته في طريقي.
الا أهلنا الله لذلك الا نصغي إلى أية علاقة بشرية مهما بلغت إذا كانت تعترض سبيل ذلك في حياتنا فنمجد حقيقة اسمه القدوس. آمين.
نشرة البشارة
الأحد 2 تشرين الثاني 2003
العدد 44
الأحد العشرون بعد العنصرة