كلمة الراعي – المطران بولس (بندلي)

mjoa Friday January 20, 2017 62

كلمة الراعي – المطران بولس (بندلي)

في مقطع الرسائل الذي تلي على مسامعنا في هذا اليوم المبارك، ينبهنا الرسول بولس أن نقول جميعنا قولاً واحداً والا يكون بيننا انشقاقات طالباً أن نكون كاملين في فكر واحد ورأي واحد. (1كور10:1).
وهذا الطلب يطلبه من الاخوة باسم ربنا يسوع المسيح.
أيها الاحباء لم يواجه بولس هرطقات بين أهل كورنثوس ولا شذوذ عن الإيمان القويم، إنما وجد متحزبون لرسل نقلوا اليهم تعليم الرب يسوع فجعلوا ينقسمون بينهم مؤلفين فرقاً فرقاً تناوئ بعضها بعضاً مقدمة انتسابها إلى معلمين بشريين وكأن المعلم الأساسي، المعلم الإلهي الرب يسوع المسيح قد غُيب لوقت ما، والدافع طبعاً إلى ذلك كان ابراز نوع من الولاء لمن نقل اليهم البشارة…

أيها الاحباء، هذا خطر جسيم اذ ان التعصب والانشقاق في الولاء ينسينا “الوحيد” الذي يطلب منا أن نسعى بالاّ يغيب وجهه الإلهي عنا والاّ غرقنا في عنعنات هذه الأرض حيث يفرّق الاخ عن أخيه والابن عن أبيه…
المطلوب منا أن يكون لنا فكر المسيح الذي مات على الصليب لكي “يجمع أبناء الله المتفرقين إلى واحد” والذي بقيامته المجيدة جمع الرسل المتشتتين غير ناس بطرس الذي انكره ولكنه “بكى بكاءً مراً” معبراً عن توبته الصادقة وان يبقى متحداً مع الآخرين في الكنيسة التي هي جسد المسيح والذي أكد له يسوع رأسها انها لن تتزعزع عندما أعلن له اعترافه المطوب بأنه “المسيح ابن الله الحي”.
لننتبه إلى ارادة الرب في كنيسته. ألم تكن صلاته من أجل أن يكون الذين يؤمنون به “واحداً كما هو والآب”. هذا الانتباه والسهر ينبغي الا يفارقنا -لا نكن ساذجين لنقول: “الدنيا بألف خير” ولا مجال للانشقاق، نحن كلنا متفقون ونعلن ايماناً واحداً- ليس بيننا هراطقة ولا خطر علينا بأن ننشق عن بعضنا البعض! طبعاً وباذن الله لن نستسلم إلى تعليم غريب ولن نترك إيماننا، هذا ممكن ولكن الخطر ربما يكمن في نواحي أخرى، ربما بالايمان الواحد بيسوع المسيح المشترك بيننا نجرب بأن نقول مثل أهل كورنثوس: أنا لبولس – أنا لأبولس، أنا لصفا (أي بطرس)، فهل نحن قادرون أن نقول: المسيح هو سيد كنيسته وهو الذي يدعونا أن نتجاوز “أنانا” البشرية

الأحد 10 آب 2003
العدد 32
الأحد الثامن بعد العنصرة

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share