أين يسوع؟ – المطران بولس (بندلي)
عيّدنا الخميس الماضي لصعود ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح الى السماء. وسمعنا كيف انه ارتفع الى السماء -باركهم وانفرد عن تلاميذه وأصعد الى السماء (لو51:24) ارتفع وتلاميذه ينظرون وأخذته سحابة عن أعينهم (أعمال9:1) وبقوا شاخصين الى السماء وهو منطلق (أعمال10:1).
إن الرب يسوع افتقد البشر في أرضهم، “أتمَّ كل التدبير” الذي صمَّمه لخلاص الإنسان وكانت غاية تدبيره هذا أن يجعل “الذين على الأرض متحدين بالسماويين” ثم صعد بمجد لكنه أكد انه لا ينفصل عن أحبائه بل يؤكد لهم على الدوام قائلاً: “أنا معكم وليس أحد عليكم”.
المهم، أيها الأحباء أن نبقى شاخصين الى السماء من حيث “يأتي عوننا” من حيث تبادر الينا معونة الله المنقذة ايانا دائماً ولكننا لا نعتبر ان الرب غادرنا وتركنا نتخبط لوحدنا -لم يتركنا، سننظر بأعين إيماننا به وسنراه كما أكد لنا- سنراه في الكلمة الإلهية التي نرجو أن تدخل في أعماق نفسنا، سنراه في الإجتماع الشكري الذي يتم في كل قداس إلهي ونحن ملتفون حول مائدته السماوية لنتحد بجسده ودمه الكريمين فتحيا نفوسنا، سنراه في الإخوة -أي جميع الناس- لأنه هو الذي فكَّ أغلال قوقعتنا على أنفسنا، سنراه في البشر أجمعين وبنوع خاص في أولئك الذين وحّدَ نفسه بنا واذا التفتنا اليه سنقول له: أنت معنا كما وعدتنا فلن نخاف أبداً -تعال أيها الرب يسوع. آمين.
نشرة البشارة
الأحد 23 أيار 2004
العدد21