أم النور – المطران بولس (بندلي)
في هذا اليوم المبارك تعيد الكنيسة المقدسة لعيد رقاد السيدة العذراء والدائمة البتولية مريم التي انتقلت إلى الحياة بما أنها أم الحياة كما نسمع في ترنيمة هذا العيد المقدس.
لقد ولدت لنا مخلصنا الإله من الإله النور من النور ولذا ندعوها “أم النور” وفي كل صلاة سحر نسمع الكاهن أو الشماس يقولان وهما متوجهان إلى أيقونتها المقدسة: “لوالدة الإله وأم النور نكرم معظمين”.
أيها الاحباء، إن السيدة العذراء مريم قد ولدت لنا الإله المتجسد من أحشائها المقدسة بحلول الروح الكلي قدسه عليها، وهذا الإله الذي ارتضى أن يولد منها على أرضنا هذه الغارقة في الظلام وأكد لنا أنه نور العالم معلناً أن من يتبعه لا يمشي في الظلام بل يكون له نور الحياة وأوكل إلى من يتبعه أن يكون بدوره نوراً للآخرين.
هذا يدعونا أن ننتبه، وبنوع خاص في هذا العيد المقدس، اننا مسؤولون أن نقترب من هذا النور الذي ولدته لنا العذراء الكلية القداسة، ان نتقبله في حياتنا كي نستنير به، وأن نحمله إلى العالم أجمع الذي بدونه يتخبط في ديجور الظلام المهلك.
ان مسؤوليتنا لعظيمة جداً ولنتذكر كلام الرب يسوع لنا: ما دام لكم النور فآمنوا بالنور لكي تكونوا أبناء للنور.
كما قال أيضاً في مكان آخر: إن كان النور الذي فيك ظلام فالظلام كم يكون.
إذا كنا مؤمنين بيسوع المسيح النور الذي لا يغرب ولا يشوبه مساء، هذا الإيمان سنجده في حياتنا متذكرين قول السيد “هكذا فليضىء نوركم قدام الناس ليروا أعمالكم الصالحة ويمجدوا أباكم الذي في السموات.
أيها الأحباء جداً نحن مدعوون أن نكون أبناء للنور، فلا يغب ذلك عن حياتنا وأفكارنا وأعيننا. وفي هذا العيد المقدس للعذراء أم النور فلنطلب من أبنها الإلهي بشفاعاتها أن يقوينا ويجعلنا بنعمته ابناء حقيقيين للنور، كي ينتصر نوره فينا وفي عالمنا أجمع وهكذا يصبح تعييدنا تعييداً نورانياً واذ نرفع عقولنا وقلوبنا إلى فوق حيث العذراء الكلية القداسة والدائمة البتولية مرفوعة في نور ابنها الإلهي الذي نحن مدعوون أن نرتفع اليه ونرفع العالم أجمع لتمجيد إلهنا إلى أبد الدهور. آمين.
نشرة البشارة
الأحد15 آب 2004
العدد 33