أنتم نور العالم (متى14:5) – المطران بولس (بندلي)
لكي لا يصبح النور الذي يجب أن يكون فينا ظلاماً ها الرب يسوع يشدد ويقول: “أنتم نور العالم”!
يقول ذلك لتلاميذ اختارهم في وسط عالم مظلم وعبر هؤلاء يتوجه إلينا جميعاً نحن الذين آمنا بنوره القدوس ليقول لنا القول نفسه: “أنتم نور العالم”!
من الطبيعي أن ننظر إلى أنفسنا ولسان حالنا يقول: كيف نستطيع نحن الغارقين في ظلام الخطيئة أن نكون انواراً؟ الا يعرف الله، وهو العالم بخفايا القلوب أننا عاجزون أن نكون كذلك؟ هل يتحدى الله ضعفنا البشري ويريدنا أن نتعرض للإحباط إذا ما تأملنا جلياً بالموضوع فوجدنا اننا لا نقدر على هذا الأمر؟
الرب يسوع يعرف كل مأساتنا! ألم يتحرك هو نحونا ورافقنا في طريقنا المظلمة؟ ولكنه أكد لنا وللعالم اجمع انه “هو” نور العالم “ومن يتبعه لا يمشي في الظلام بل يكون له نور الحياة” ولذلك عندما يقول لي: أنت نور العالم فلكي يعلن لي بمحبته العظيمة التي لا أستطيع أن أدركها انني مدعو ان ألقي “بأسلاكي” عليه هو مصدر النور وحينئذ أصبح بفضل نعمته المخلِّصة، قادراً أن أمتلأ من نوره فأضيء للآخرين. انه يقدم لي الحياة “فيه” و”معه” كوسيلة كي أستضيء فأحمل حينئذ هذا النور للآخرين! ان المصباح المادي متى أُعطيت له الطاقة يصبح فوراً مضيئاً وأنا الذي آمنت بالمسيح وبنوره حينما أقبل أن أسعى أن أحيا “معه” و “له” فحينئذ أصبح انا مضيئاً والنور يشع مني لكي يضيء الآخرين.
أيها الأحباء،
العالم بحاجة إلى نور الله واذ لم نحمل هذا النور سوف يتخبط في ظلام دامس!
الرب يلح بمحبته علينا انه يريد أن يخرجنا من ظلمتنا ويوكلنا ان نحمل نوره لكل الناس!
فلا نخاف لأنه معنا، لا يتركنا لوحدنا. ينتظر موقفاً منا، نبدي فيه استعدادنا أن ندخل شركة النور الإلهي لكي يقوينا ويدفعنا إلى نور ملكوت محبته الذي سينتصر دون أي ريب على ظلمتنا وظلمة العالم المدعو معنا ان نمجد أبا الانوار، القدوس وحده، الساكن النور الذي لا يُدنى منه!
فلنتشجع ونسر في دربه المقدس غير مبالين بعوائق وحواجز هذا الدهر الكثيرة جداً ولكن نور الرب هو الذي يجعلنا أبناء النور الالهي. آمين.
نشرة البشارة
الأحد 18 تموز 2004
العدد 29