الأسقف أثناسيوس (صليبا) في ذمّة اللَّه

mjoa Tuesday February 28, 2017 211

الأسقف أثناسيوس (صليبا) في ذمّة اللَّه

شرين – لبنان

الأسقف أثناسيوس (صليبا) في ذمّة اللَّه

انتقل إلى رحمة اللَّه تعالى سيادة الأسقف أثناسيوس (صليبا)، في منزله الكائن في قرية شرين المتنيّة بتاريخ 27 كانون الأوّل 2016. احتفل بالصلاة عن نفسه في كنيسة القدّيس نيقولاوس، شرين، وترأّس الجنّاز سيادة المطران إلياس (كفوري) راعي أبرشيّة صيدا وصور، وابن شقيقة الأسقف الراحل، بمعاونة سيادة الأسقف كوستا (كيّال) رئيس دير النبيّ إلياس البطريركيّ شويّا، والأرشمندريت رومانوس الحنّات رئيس دير سيّدة البلمند البطريركيّ ولفيف من الكهنة وحشد من المؤمنين. من هو الأسقف الراحل؟

هو أديب صليبا ابن بركات رزق صليبا وتاج عبد النور صليبا، ولد العام 1919 في مزرعة “أبو ميزان” المتن.  درس لمدّة سنتين في مدرسة الدير في مزرعة أبو ميزان في بناء كان يسمّى “حارة الدير”، تعلّم على كاهن عيّنه الدير ليدرّس هناك. في سن الثانية عشرة من عمره، طلب منه أهله إيجاد عمل كسائر أترابه من أبناء المزرعة.

asanasiosفتنقّل بين أعمال عدّة في قريته وفي الجوار.
– خلال صوم “ميلاد 1937” التحق بدير النبيّ إلياس شويّا البطريركيّ، في زمن رئيسه الأرشمندريت إغناطيوس (ملحم).
– مكث أديب في الدير بين 1937 و1938 ، يعمل مع الرهبان في أملاك الدير (جمع حطب للتدفئة خلال فصل الشتاء، صيانة جنائن الدير والعمل فيها، قطاف المواسم، صناعة الموادّ الغذائيّة من إنتاج الدير).
– أرسله رئيس الدير إغناطيوس (ملحم) السنة 1938 إلى دير البلمند مع إلياس (قربان) وإسبيريدون (خوري) (مطراني طرابلس وزحلة لاحقًا). عاد الثلاثة إلى دير النبيّ إلياس شويّا صيف 1939 حيث التقوا بالبطريرك ألكسندروس (طحّان) الذي كان يمضي فصل الصيف في ربوع الدير. وهناك تعلّم أوّل ترتيلة وكانت كاطافاسيّات الميلاد. وخلال وجوده في الدير كان يزرع الأراضي الصالحة حوله وفي منطقة الينابيع (حيث يوجد نبع ماء ملك للدير، وحوله أراض كان رهبان الدير يزرعونها ويحصلون إنتاجها لفصل الشتاء).
– قبل حلول عيد الميلاد السنة 1939، قدم البطريرك ألكسندروس (طحّان) إلى دير سيّدة البلمند، كانت خلالها قد اندلعت الحرب العالميّة الثانية في أوروبّا. كان مدير المدرسة الإكليريكيّة الأرشمندريت إلياس (معوّض) (البطريرك لاحقًا)، حيث قرّر البطريرك إقفال المدرسة بسبب الحرب، والمصاعب الماليّة التي ستواجهها المدرسة. لم يوافقه الأرشمندريت الرأي، لكنّ رأي البطريرك كان النافذ، فأرسل الرئيس أديب وإسبيريون وإيليّا صليبا الى دير النبيّ إلياس شويّا، حيث التحق بمدرسة عين القسيس في السنة ذاتها وبقي فيها بين 1939 و1941، كان أديب من ضمن 122 تلميذًا التحقوا بالمدرسة الآسيّة في دمشق. بعدها أرسله البطريرك الى دير القدّيس جاورجيوس الحميراء في وادي النصارى،  سورية، وهناك التحق السنة 1941 – 1942 بالكلّيّة الأرثوذكسيّة التي كانت بإدارة المطران ألكسندروس (جحا) وإشرافه، حيث حصل على شهادة الابتدائيّة العالية (البريفه). وانتسب إلى (كلّيّة تجهيز حمص) حيث نال البكالوريا الأولى والثانية، وكان رفيقه ديمتري كوتيّا. تلقّى وعدًا بإرساله إلى باريس لدراسة اللاهوت في معهد القدّيس سرجيوس على حساب الأبرشيّة.
– في خريف 1947، ذهب إلى باريس بحرًا من طرابلس عبر مرسيليا مع جورج خضر (مطران جبيل والبترون لاحقًا)، وتبعهما بعد مدّة إسبيريدون خوري (مطران زحلة لاحقًا)، وإغناطيوس هزيم (البطريرك لاحقًا).
 – كان “لأديب” عمّ في الولايات المتّحدة الأميركيّة اسمه سعاده صليبا، فتراسلا وطلب منه عمّه أن يأتي إلى أميركا للزيارة فترك باريس وسافر إلى الولايات المتّحدة الأميركيّة السنة 1951.
 – في أميركا انتسب الى جامعة “بتسبرغ” السنة 1957 حاملا شهادة الــــبكالوريوس في الأدب الإنكليزيّ 1959 من الجامعة ذاتها. تابع الدراسة في جامعة “رود آيلاند” وحصل على بكالوريوس (?? و ???) في اللغة الفرنسيّة. والسنة 1972 حصل على شهادة الدكتوراه في التربية وإدارة المدارس.   
– رسم شمّاسًا إنجيليًّا السنة 1946. وسيم كاهنًا وأرشمندريتًا السنة 1957، وخدم في رعيّة “إنديانابوليس”، ثمّ في ديترويت، لمدّة سنتين وبعدها انتقل الى ويستر – ماساتشوستس لغاية السنة 1959.
– رجع إلى بتسبرغ السنة 1959، وإلى رود آيلاند سنة 1960، وبقي فيها حتّى السنة 1968.
– استدعاه البطريرك إغناطيوس الرابع (هزيم) إلى دمشق وانتخبه أسقفًا على يبرود. السنة 1980سيم أسقفًا والتحق بالدار البطريركيّة مساعدًا للبطريرك، وأمضى نحو ثلاث سنوات في مهمّته.
– في 22 كانون الثاني 1982، عيّن رئيسًا على دير سيّدة البلمند البطريركيّ، وبقي فيه لغاية السنة  1992، حيث ترك رئاسة الدير وتقاعد في منزله الكائن في بلدة شرين، المتن الشماليّ.
 – دير سيّدة البلمند، الطبعة الأولى 1991  
-الكنيسة الأنطاكيّة الأرثوذكسيّة 1992
 

عندما كان في الولايات المتّحدة الأميركيّة، أسّّس زمن جلوس المتروبوليت فيليب (صليبا) على كرسي رئاسة الكهنوت، جمعيّة القدّيس إغناطيوس الخيريّة. وحين تولّى رئاسة دير سيّدة البلمند حرّر رئاسة الدير من كلّ الاتّفاقيّات المجحفة التي ارتبطت بها سابقًا وعمل على إعادة تشتيل الأراضي وغرسها، وحفر الآبار الإرتوازيّة في أملاك الدير، وجرّ المياه منها للاستعمال. وطرح فكرة إنشاء جامعة في الدير على غرار المدرسة، على غبطة البطريرك إغناطيوس، شارحًا له المقوّمات الأساسيّة لهذا المشروع. وبعد فترة وقبل أن يقيله البطريرك من رئاسة الدير، أرسل له قائلاً: إفرح يا سيّدنا، لقد قرّرنا إنشاء جامعة في البلمند، وستتحقّق فكرتك.

مجلة النور – العدد الأول 2017

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share