الأم والصليب – المطران بولس (بندلي)

mjoa Saturday March 4, 2017 165

الأم والصليب – المطران بولس (بندلي)

وكانت أم يسوع واقفة عند صليبه (يو25:19). هذه الأم هي مريم العذراء التي عيّدنا لميلادها في الثامن من أيلول ونودع هذا العيد في هذا النهار الذي هو الأحد الذي قبل عيد رفع الصليب الكريم الذي نعيّد له في الرابع عشر من أيلول. هذه الأم الدائمة البتولية وقفت عند صليب ابنها الإلهي لكي وبطلب من ابنها الرب يسوع عندما قال لها عن يوحنا التلميذ هوذا ابنك فاحتضنت البشرية جمعاء بشخص الحبيب مؤكدة خلاص صُنع من الحَمَل الذبيح في وسط الأرض كي يشمل الجميع دون استثناء.

واذا نظرنا إلى أيقونة عيد رفع الصليب نجده منتصباً بين أم هي الملكة القديسة هيلانة وابنها قسطنطين الملك الذي مُنح الغلبة بعلامة الصليب الكريم. اذاً في هذه الأيقونة المقدسة نرى أمّاً تعلن قوة الصليب الظاهرة ليس فقط بالانتصار البشري المادي ولكنها خاصة في الانتصار الروحي الباهر على الأصنام، الآلهة الكاذبة التي كان البشر  يظنون أنها قادرة على اعطاء الخلاص  ولكن الصليب أعطى التأكيد ان الخلاص الوحيد للعالم في الدم المهراق عليه فأمست الأم الملكة معلنة لهذا التدبير الخلاصي الإلهي الذي أُتم بقوة الصليب الذي هو قوة الله المنتصرة على الخطيئة ونتيجتها الموت الذي حلّ في الجنس البشري.
فبعد أن قام الاله المتجسد الذي ارتضى أن يُصلب عليه، أكد أن لا شوكة بعد للموت ولا غلبة للجحيم لأن المسيح المصلوب لم يضبطه قبر بل أنه قام دائساً الموت بموته وواهباً الحياة لجميع الذين في القبور.
أيها الأحباء ان الوقفة التي وقفتها هاتان الأمهتان لتأكيد كامل أن الخلاص أتى للبشرية جمعاء بصليب ربنا يسوع المسيح فهل نريد أن نقف عند الصليب كما وقفت هاتان الأمهتان؟ هل نحن مستعدون أن نلد المسيح المولود من العذراء الكلية القداسة كما فعلت ملكة من أرضنا داعية ابنها البشري أن ينكر أصنامه التافهة التي لا قوة لها لكي يلتصق معها بصليب كي تتقدس المسكونة جمعاء بذلك؟
هذه هي دعوتنا التي دُعينا اليها. الا أعطانا الله أن نلتزمها في حياتنا وهذا يتطلب منا جهداً كبيراً فنحمل صليب آلامنا، صليب الآخر، لنؤكد
بكل وداعة أنه حافظ كل المسكونة، أنه جمال الكنيسة، أنه اعتزاز فخر للمؤمنين، أنه فرح الملائكة وجرح الشياطين، له نسجد في كل حين إلى أبد الدهور. آمين.

نشرة البشارة

الأحد12 أيلول 2004
العدد 37

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share