الكلمة التي ألقاها صاحب السيادة في عيد رفع الصليب – المطران بولس (بندلي)
الكلمة التي ألقاها صاحب السيادة في عيد رفع الصليب في رعية رحبة بتاريخ 14/9/2004
باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد. آمين.
يا أحباء في هذا العيد المجيد الذي أنعم الله علينا أن نكون مشتركين معكم في هذه الخدمة المجيدة نتذكر جهود قدس الأب يوحنا خادمكم الأمين ومجلس رعيته والعديد من المخلصين في هذه الرعية وهم كثر والحمدلله في اتجاه بناء الكنيسة الجديدة التي ستحمل اسم الصليب المقدس.
الخرائط أصبحت جاهزة والمباشرة بالعمل أصبح باذن الله وبهمة الأب يوحنا والمجلس الكريم وكل محب لكنيسة المسيح، أصبحت قريبة وعلى الأبواب فإن شاء الله في السنة المقبلة نحتفل بذاك المكان. في هذا العيد عيد الصليب الكريم يا أحباء نتذكر أن الصليب خشبتان، خشبة عامودية وخشبة افقية، واراد الرب يسوح المسيح أن يصلب على هذه الخشبة يعني يموت عليه بأبشع طريقة ممكنة وأصعب ميتة ممكنة لأن المصلوب كان يتعذب كثيراً. يا احبة على الصليب لم يرفض ربنا الألم مع أنه عانى الكثير ولم ننسى كلامه في جهاده في بستان الجثمانية: يا أبتاه ان أمكن أن تعبر عني هذا الكأس، لكنه كان يسلم ارادته للآب مع أنه مساو له في الكرامة والجوهر والسجود فيقول لتكن مشيئتك لا مشيئتي. وامتد جسد ربنا يسوع المسيح على الصليب وانفتحت يداه على الصليب: دعونا نتأمل قليلاً الرب يسوع الإله والإنسان معاً كان جسده ممتد كجسر بين الله والانسان يعني أن يسوع المسيح أراد بجسده المصلوب أن يكون الصلة التي تربط الإنسان الذي ابتعد عن الله بالله، لأن الإنسان ليس له حياة الا بربنا، لذلك أراد الرب يسوع المسيح أن يعطينا الحياة وامتد جسده بينه وبين الله. لكن الخشبة العامودية لا تنسينا أن هناك خشبة أفقية، وانفتحت ذراعا الرب يسوع على الخشبة الأفقية لماذا؟ الذين شاركوننا في صلاة السحر قد سمعوا في الإنجيل الذي قال فيه الرب: “متى رفعت أجذب إليّ الجميع” يعني أن اليدين الممتدتين على الصليب كانتا تعبران عن ارادة الرب أن يجمعنا كلنا، ولا يبقى الإنسان غريباً عن الإنسان، مثل الأم التي تفتح يداها لتضم أولادها. هكذا ربنا يسوع المسيح يضم الجميع وليس المعني بذلك المطران والكاهن فقط، إنه يضم الجميع لذلك لا نستطيع أن ننسى هذه الضمة لأن هناك أناساً يقولون جيد أن المسيح جمعنا بالله. لكن هذا لا يكتمل الا إذا بولس الرسول يقول: “مع المسيح صُلبت” إذا أردتم أن تطبقوا الشيء الذي أتذكره معكم يجب أن نُصلب مع المسيح لكن الرسول بولس يتابع قائلاً مع المسيح صُلبت لكي أحيا ولست أنا الذي أحيا لكن المسيح يحيا فيّ، لا تخافوا، الله معكم، اصلبوا ذواتكم مع المسيح وهذا الأمر ليس أمراً سطحياً فيه ألم، فيه تعب وفيه ازعاج لكن ان صُلبتم مع المسيح تدخلون معه إلى أنوار القيامة، الله يكون معكم ويعيده عليكم وعلى راعيكم وعلى مجلس الرعية المباركة بإذن الرب.
نصلي من أجل الجميع، من أجل الذين تمكنوا أن يحضروا والذين لم يحضروا. نحن نصلي لكي يحفظ الصليب كل العائلات وكل انسان لأنه متى رُفع المسيح يجذب اليه الجميع، هو المبارك والممجد إلى أبد الدهور. آمين.
نشرة البشارة
الأحد19 أيلول 2004
العدد 38
الأحد بعد رفع الصليب