المجمع المسكوني السابع – المطران بولس (بندلي)

mjoa Saturday March 4, 2017 147

المجمع المسكوني السابع – المطران بولس (بندلي)

أيها الأحباء،
لقد رتّبت الكنيسة المقدسة أن نقيم في الأحد الذي يلي مباشرة الحادي عشر من تشرين الأول أي في هذا النهار، تذكار الآباء القديسين الذين اجتمعوا في المجمع المسكوني السابع الذي انعقد سنة 787 في نيقية ثانية (كون المجمع المسكوني الأول انعقد أيضاً في نيقية سنة 325) وانعقد المجمع السابع على عهد ايريني وابنها قسطنطين المولود على البرفير، لدحض هرطقة محاربي الأيقونات.
انعقد المجمع المسكوني لأن الحقيقة في الايمان تُحفظ في الجماعة المؤمنة،

انعقد المجمع المسكوني لكي يعلن بدفع من الروح الكلي قدسه، هاتفاً هتاف المجمع الرسولي: “لقد رأى الروح القدس ونحن…” (أعمال15:28) مؤكداً عقيدة الكنيسة المقدسة بتكريم أيقونات الرب يسوع والقديسين وأن هذا التكريم لا يعني عبادة الاّ بالنسبة للرب يسوع ولكنه يعني احتراماً واستشفاعاً واقتداء بالنسبة للعذراء الكلية القداسة والدائمة البتولية وسائر القديسين الذين تُرفع أيقوناتهم لتؤكد لنا الكنيسة المقدسة أنه في مسيرتنا نحو “رئيس الايمان ومكمله يسوع” (عب2:12) نحن “محاطون بسحابة كثيفة من الشهود” (عب1:12) لأننا أعضاء في “شركة القديسين” التي يغذيها الحمل القدوس وحده، فيُطلب منا “أن نلقي عنا كلّ ثقل وكل خطيئة عالقة بنا” (عب10:12) فنتابع بعزم جهادنا وكالجنود الحقيقيين نتطلع أمامنا فلا بد لنا الاّ وأن ننتصر بنعمة الله التي قوّت أولئك القديسين فلا بد لها الاّ وأن تتمم عملها الخلاصي في حياتنا وأن تعطينا الغلبة النهائية على الشر والموت.
فاللافت للإنتباه هو أن الروح القدس هو الذي يتكلم في المجامع المقدسة -اذاً الله هو الذي يلهم المجمع المقدس.
لا بد أن تتعدد الآراء، ليس المطلوب أن يكون كل أب من آباء المجمع المقدس “صورة طبق الأصل” عن الآخر، ولكن المطلوب أن “تجتمع” المتفرقات الى اتحاد واحد بفعل هذا الروح الذي نصرح للملأ أن “نعمته هي التي جمعتنا فجعلتنا نحمل صليب الرب ونقول: أوصنا في الأعالي مبارك الآتي باسم الرب”.
بإقامة تذكار المجمع المسكوني السابع، نحتفل بأولئك الذين قالوا: أن السجود (لأيقونة السيد) والتكريم والاستشفاع والاقتداء (لأيقونات القديسين) لا تتوجه البتة الى المادة الطبيعية التي تتألف منها الأيقونة ولا الى جمالها الطبيعي، انما تتوجه “عبر ما نراه” الى الشخص المرسوم عليها فترتفع النفوس متهللة نحوه ومبتهلة أن تأخذ بركة من لدنه للسجود بالروح والحق لمن له وحده الكرامة والسجود، ولتكريم أولئك كانوا شهوداً للكلمة في حياتهم فأصبحوا مستحقين أن تطوبهم الأجيال وأن يمسوا قدوة حية للذين يستشفعون بهم.
أهلنا الرب أن نسجد له مع الشيوخ المحيطة بعرشه القدوس (رؤيا4:4). آمين.                                                                                              

نشرة البشارة
الأحد 17 تشرين الأول 2004
العدد42

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share