كلمة في تكريم الطلاب الناجحين في الشهادات الرسمية في رحبة – المطران بولس (بندلي)
الكلمة التي القاها صاحب السيادة في تكريم الطلاب الناجحين في الشهادات الرسمية في رحبة بدعوة من البلدية يوم الجمعة في 26/11/2004
أيها الأحباء،
بركة الله ورحمته تحلان عليكم جميعاً، هذا دعاء حار من صميم القلب نرفعه الى الإله الواحد الذي نحن جميعاً أبناؤه، ولذا نرفعه بحرارة ونحن على يقين أن اخوتنا في كل دين سماوي يلتقون معنا في هذا الدعاء وهم يساهمون هكذا في ازدياد حرارته ويستمطرون معنا نعم الإله الذي يجمع أبناء الله كلَّهم الى إتحاد واحد حيث يحافظون على وحدة الروح ورباط السلام الحقيقي. ولذا نعتبر أنفسنا الآن أيها الأحباء، مشاركين الإخوة المصلّين في هذه البلدة، في هذه المحافظة، في بلدنا الحبيب بكامله وفي العالم بأسره الذي يحيا بنعمة خالقه عزَّ وجلّ.
هذه البركة الآتية من السماء، من حيث يأتي عوننا، نطلبها مع سائر الإخوة الرافعين الأدعية هنا وفي كل مكان، لكي يقوي الرب الإله فخامة رئيس جمهوريتنا العماد أميل لحود وكل معاونيه في الحكم وأنتم، يا راعي احتفالنا هذا، ممّن أُمّنتم على الوزنة فلم تطمروها في الأرض خوفاً، ولكنكم كما نشاهد ونشهد بأم أعيننا، تحاولون مع فريق عمل كريم، يرئسه دولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ عمر كرامي، أن تزرعوا البذار على الرجاء، وتقلعون الأشواك التي تحاول أن تخنق الزرع الجيد ولو كلفكم ذلك بأن تُدموا أصابعكم لكن الرجاء الثابت سيقودكم باذن الله الى ثمار يانعة.
هذا الدعاء الحار نرفعه الى العلاء ناظرين الى فوق مرددين: “رفعت عينيّ الى الجبال من حيث يأتي عوننا” معلنين أن “معونتي من عند الرب الذي صنع السماء والأرض” هذه المعونة الإلهية نتلمسها في الجهود التي تقومون فيها أيها الطلاب الأعزاء جهود تضافرت مع العمل المضني الدؤوب لأساتذتكم الأكارم وتضحيات أهاليكم الأفاضل المبذولة لأجل ايصالكم مهما كلف الأمر الى متابعة تحصيلكم الدراسي والظفر فيه، ولذلك نرى فيكم باقة فوّاحة تملأها طيب عقلي، وهكذا تمجدون أباكم السماوي المرسل اليكم روحه القدوس لكي تثابروا على النجاح وهنا مصدر الفرح لكم ولأهلكم ولأساتذتكم ومدراء مدارسكم
الذين ينسون “كل الأشغال الشاقة” التي قاموا بها لكي يجعلوا طريق نجاحكم سالكاً. هذا ما ندعو به الى العزة الإلهية لكي تمنحكم دائماً نجاحاً دائماً واستمراراً في التحصيل والنجاح إن شاء الله. فتكونون مشعّين للعلم والمعرفة الحقيقيين وتتعزى قلوب كثيرة بذلك.
ويرتفع دعاؤنا من أجل بلدية رحبة المنظمة للقائنا التكريمي هذا، ندعو لها مع كل الفاعليات الدينية والانسانية أن يبارك الله عملها وأن يُخصب أرضها ويكثر غلاتها، واذ نبتغي أن يتجاوز دعاءنا هذا الأفق المادي البحت، وهو ضروري جداً، الى الآفاق الأوسع التي ندعو أن يُسعى للحصول عليها متكلين على رب السماوات والأرض، السميع، المجيب تعالى وتبارك اسمه الى الأبد.
والدعاء الذي نرفعه الى العزة الإلهية، نطلب فيه من أجل صبايانا وشبابنا الذين يحاولون أن يكسروا طوق ضعفهم البشري ليرفعوا ذواتهم الى فوق راجين الأجواء العالية، محاولين أن ينتصروا على ما يعوقهم من ضعفهم الذاتي الماثل أمامهم ومن تجارب العالم الذي لا يستعفون منه ولذا ينكبون على المطالعة الروحية الداعمة لسعيهم، ولذا يشتركون في كل عمل يستطيعون فيه أن يخدموا الله في الآخرين، عالمين أن خطر التقوقع على أنفسهم يجب أن يحارب لكي يشهدوا لربهم في كل حين وهم فقراء اليه ولذا نرفع دعانا من أجلهم لكي يجعلهم آنية صالحة لنقل كلمته الإلهية الأزلية والثابتة الى الأبد.
في الختام نعلن فرحنا الكبير بلقائكم يا معالي الدكتور أحمد سامي منقارة راعي هذا الاحتفال البهيج فندعو لكم مع كل الأصوات المبتهلة المرتفعة في جوامعنا وكنائسنا بأن يقويكم الله في عملكم المتعب جداً والأساسي جداً لحياة بلدنا الحبيب لبنان ومنطقتنا الخيرة الطيبة عكار وبلدتنا العزيزة رحبة التي نرجوها بلدة لكم ولكل المخلصين الذين يحبوننا ويخدموننا بإخلاصهم المعهود أدامكم الله ذخراً لكل عمل طيب وراعياً أميناً لاحتفالات كهذه ندعو أن تثلج القلوب القلقة وتعطي الطمأنينة والسلام. كما نوجه شكرنا الخاص لبلدية رحبة الداعية لهذا الاحتفال الذي أمسى سنوياً بنعمة الله، سائلين أن يمنحها الله كل ازدهار.
ولجميع الطلاب الناجحين وأهاليهم تهانينا القلبية. أما لأهلهم ومدرائهم واساتذتهم كل أدعيتنا بفرح مستمر يجنونه فتتعزى قلوبهم وتمسح من عيونهم كل دمعة وتريحهم من متاعبهم لكي يفرحوا دائماً بفلذات أكبادهم الذين أصبحوا بمثابة أبنائهم وبناتهم تهانينا للجميع. حفظكم الله في كل أعمالكم، ولتكن بركات الله معكم دائماً. آمين.
نشرة البشارة
الأحد 28 تشرين الثاني 2004
العدد48