القديس يوحنا المعمدان – المطران بولس (بندلي)

mjoa Monday March 6, 2017 166

القديس يوحنا المعمدان – المطران بولس (بندلي)

أول أمس في السابع من كانون الثاني عيّدت الكنيسة المقدسة للقديس يوحنا المعمدان وهذا العيد الجامع يقع غداة عيد الظهور الإلهي حيث أقمنا ذكرى معمودية الرب يسوع المسيح وظهور الإله المثلث الأقانيم الآب بصوته والأبن المتجسد المعتمد والروح القدس الشاهد.
أيها الأحباء، إن القديس يوحنا المعمدان، يحدثنا عنه القديس يوحنا الإنجيلي الحبيب عندما قال: “كان انسان مرسل من الله اسمه يوحنا” وهنا نتذكر أن اسم يوحنا يعني “الله تحنن” فالله تحنن على البشر وأرسل لهم يوحنا الذي تقدّم أمام وجه الابن المتجسد ولذلك دعي السابق، تقدم صارخاً في برّية النفوس القاحلة: “أعدوا طريق الرب، اجعلوا سبله مستقيمة” ونقول هنا استطراداً هل نحن مستعدون أن نسمع اليوم كلامه فيكون هاجسنا اعداد طريق الرب، طريق الحياة، لكي تصل كلمة الله الى النفوس العطشى المحيطة بنا؟

ودعاه الرب نفسه “أعظم المولودين من الناس” ووصفه ملاخيا النبي “بالملاك المرسل من الله أمامه ليعد طريقه قدامه” ونستطرد أيضاً قائلين: هل نقبل بأن العظمة الحقيقية المعطاة للإنسان لا تستطيع أن تأتيه الا من الله وحده. وان كل عظمة بشرية غير مؤسسة على خلاص الله للإنسان هي فارغة وغير ثابتة ولا تستطيع أن تدوم. كان الله قد تجسد وأتانا برحمته ليعطينا تلك العظمة الحقيقية الدائمة التي عبّرت عنها سيدتنا العذراء الكلية القداسة والدائمة البتولية مريم عند زيارتها لأليصابات فقالت لها: “تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي لأنه نظر الى تواضع أمته فها منذ الآن تطوبني جميع الأجيال” ولذلك ندعوها “أكرم من الشاروبيم وارفع مجداً بغير قياس من السيرافيم” ونعظمها التعظيم الحقيقي لأنها بتواضعها استحقت أن يختارها الله بين البشر فأعطيت هكذا العظمة الحقيقية التي لا ينازعها أحد عليها.
أما القديس يوحنا المعمدان فلم يقبل عظمة مزيفة يعطيه اياها البشر، فكان واضعاً نصب عينيه هذا الحمل الإلهي الوديع المزمع أن يرفع خطيئة العالم بأسره على الصليب.
أعلن يوحنا أنه ليس المسيح وأنه ليس بمستحق أن يحل سير حذائه ولكنه كان عازماً في قلبه أن يكون شاهداً للنور الآتي الى الإنسان الغارق في الظلمة القاتلة وأن يكون شاهداً له حتى الدم. فأكد ذلك عندما وقف أمام الملك العاتي هيرودس ليقول له: “لا يحل لك أن تتزوج امرأة اخيك”. فقطع رأسه خلال احتفال بعيد مولد الملك على أثر رقصة أعجبت هذا الأخير قامت بها ابنة فاجرة تلقنت من أمها العاهرة الحقودة أن تطلب راس المعمدان على طبق. أعطيت ما طلبته ولكن بقي يوحنا الشاهد للنور الحقيقي الآتي الى العالم بشخص الرب يسوع والذي لا تستطيع كل ظلمات العالم أن تطفأه.
أيها الأحباء، هذه هي بعض التأملات في مزايا هذا القديس الذي نرى ايقونته دائماً الى جانب أيقونة السيد في كنائسنا ونحن مدعوون أن نقتفي  آثاره وأن نكون شهوداً للرب يسوع المسيح أينما وجدنا لننال اكليل المجد الذي لا يذبل أبداً.
أهلنا الله له بشفاعات السابق المجيد يوحنا المعمدان. آمين.

نشرة البشارة
الأحد 9 كانون الثاني 2005
العدد 2

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share