رحمة الرب يسوع المسيح – المطران بولس (بندلي)

mjoa Monday March 6, 2017 134

رحمة الرب يسوع المسيح – المطران بولس (بندلي)

في مقطع الرسالة الأولى الى تيموثاوس الذي تلي اليوم على مسامعنا يؤكد الرسول بولس، مستنداً الى صدق الكلمة الإلهية وضرورة قبولها منا بشكل كامل، حقيقة التدبير الخلاصي الذي أتانا به الرب يسوع المسيح عندما جاء الى العالم حيث نحن مرميون بسبب خطايانا التي أبعدتنا عن نعمته.

يؤكد القديس بولس لتلميذه تيموثاوس هذا التنازل الذي للرب يسوع تجاهنا وغايته واضحة وهي خلاص الخطأة. ونلاحظ أن بولس لا يذكر الخطأة كما نحن نجرّب بالقول أن فلان خاطئ وفلان هو غيرنا حتماً كوننا نعتبر أنفسنا أننا لا نخطئ وهكذا نعطل كل عمل الخلاص الذي قام به ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح أما بولس فيؤكد، عند ذكره لخلاص الخطأة، أنه هو “أولهم” أي يعترف أنه يسبق الآخرين في اقتراف الخطايا. أليس هو الذي صرخ الى الرب قائلاً: “الخير الذي أريده لا أفعل والشر الذي لا أريده إياه أفعل؟” فها انه الآن يصدق مع نفسه مؤكداً انه ليس خاطئاً فحسب بل هو أول الخطأة. هل هذا هو تباهى بالشر الذى فيه، افتخار بالخطايا التي يقترفها. كلا ايها الاحباء، لأننا نتذكر ما قاله قديسنا في أماكن أخرى عندما طلب الى مراسليه وإلينا كره الخطيئة والابتعاد عن شبه الشر. لكنه اذ تنتصب خطيئته أمامه في كل حين. لا يترك لنفسه مجالاً ليفكر بخطايا الآخرين فيضع خطيئته وحدها نصب عينيه لكي يكشفها أمام رحمة الإله القدوس الذي أتى ليخلص الخطأة، وله ثقة كاملة بالطبيب الإلهي الذي يشفي المثقلين بالخطايا فيريحهم منها ضاماً إياهم الى صليبه المنصوب في وسط الأرض ليجعل خلاصاً لكل بشر.
ويتابع بولس كلامه انه نال رحمة من الرب يسوع المسيح لكي تظهر فيه طول أناة الإله الفادي لكل البشر فيصبح هكذا مثالاً لكل العتيدين ان يؤمنوا بمخلص افتدى البشرية جمعاء بصليبه الكريم فأعطاها العبور الى حياة
أبدية التي نحن كلنا مدعوون اليها اذا قبلنا وجدانياً نحن أيضاً بأن الرب أتى الى عالمنا المظلم بسبب خطيئتنا ليخلص الخطأة الذين نحن أولهم.
هذا ما يدعونا بولس اليه واذا حققنا ذلك بنعمة الهنا المخلصة لنا وللعالم أجمع، نرسل الكرامة والمجد الى ملك الدهور الذي لا يفنى ولا يرى الإله الحكيم وحده المبارك فينا ومنّا الى أبد الدهور. آمين.

نشرة البشارة
الأحد 23 كانون الثاني 2005
العدد4

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share