علاقتنا بالله – المطران بولس (بندلي)

mjoa Monday March 6, 2017 162

علاقتنا بالله – المطران بولس (بندلي)

في مقطع من الرسالة الثانية الى أهل كورنثوس الذي رتبته الكنيسة المقدسة لهذا اليوم المبارك ترتسم أمامنا صورة لعلاقتنا بالله مهمة الى أبعد حد ممكن.
لنتأمل أيها الأحباء بهياكل كنائسنا التي يَتِمُّ فيها الكهنة الذبيحة غير الدموية، والتي منها يقدّمون لنا الحمل الإلهي الذبيح رافع خطايا العالم لكي نتناوله زاداً حقيقياً لنا وعربوناً للحياة الأبدية التي ندعى الى الإشتراك بها، وينتقل بنا الرسول بولس الى التأكيد بأننا هياكل الله، أي أن الله يرتضي أن يسكن فينا وأكثر من ذلك هو الذي يقول، وكلمته كلمة خلاّقة لا ترجع الى الوراء بل تفعل حتماً حسب مضمونها.

يا للشرف الكبير التي تمنحه لنا نعمته المخلصة التي تعلن لنا أن الله “سيسكن فينا ويسير بيننا ويكون لنا إلهاً ونحن نكون له شعباً” وهذا الكلام يوضح أن الله لا يقطع علاقته مع إنساننا الذي ابتعد عنه بسبب ضعفه بل هو اقترب إلينا إذ صار شبيهاً بنا في كل شيء ما عد الخطيئة ليقول لكل واحد منّا دون استثناء أحد: علاقتي بيني وبينك أنت، إنك لا تضيع في كتلة بشرية بل أنت لك قيمة بحد ذاتها أنا منحتك إياها فأطلب منك ألاّ تنساها. وإني لن أتركك لوحدك بل أسير معك في طريق حياتك، هذا الطريق المليء بالصعوبات والضيقات أنا معك فيه فلا تخاف، وهكذا تكون عضواً في شعبي أنا، أي إنك تنتمي فيما بعد ليس الى تجمع بشري يتكتل خوفاً من تجمعات أخرى بل تردد مع المزمور متحرراً من خوفك القاتل: “إن مشيت في وسط ظلال الموت لن أخاف سؤاً لأنك معي…”.
ويتابع الرب قوله لنا ولكل إنسان يريد ألاّ يصم اذنه: اخرجوا من وسطهم، أي اخرجوا من بين الأشرار وهذا لا يعني إنكم تستعفون من العالم ولكنكم تبتعدون عن الشرور الكثيرة التي في العالم وتنزعوا بنعمة الرب المقوية لكم الخمير العتيق الفاسد لتضعوا الخمير الجديد، خمير المسيح الذي يطلب منكم أن تحملوه في حياتكم فتضعوه في عجين هذا العالم وتدخلون به الى كتلة أخوتكم البشر لكي يُخَمَّر العجين كله.
وحينئذ تسمعون صوت الرب القائل: “أنت لست عبداً لي، بابني الوحيد الذي أرسلته اليك والى العالم أجمع، أنت وكل إنسان مدعوون أن تكونوا أبناء وبنات لي وأنا أدخل معك ومع كل إنسان في علاقة أبوية مخلصة لك ولكل إنسان.
أيها الأحباء، نحن مدعوون أن ننتبه الى ما قيل في هذا المقطع والى ما خلص اليه عندما سمعنا خاتمته الملحة علينا، بسبب الوعود الإلهية الصادقة التي سبق إعلانها، “أن نطهر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح مكملين القداسة بخوف الله”.
ألا أهلنا الله إلهنا لتمجيد أسمه القدوس. آمين.

نشرة البشارة
الأحد 13 شباط 2005
العدد7

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share