قدسية الجسد – المطران بولس (بندلي)
يكشف لنا مقطع الرسائل الذي رتبته الكنيسة المقدسة لهذا اليوم حيث نتابع إستعدادنا لدخول فترة الصوم الأربعيني المقدس، أمراً هاماً للغاية يناقض مفهوماً بشرياً شائعاً بأن الجسد البشري الذي نلبسه هو للزنى أي إنه لقضاء الشهوات، فتعلن لنا الكلمة الإلهية التي يطلقها بولس كي تقول لنا أن جسدنا لم يخلق للزنى ولكنه “للرب” الذي يدعونا بأن تكون أجسادنا هياكل للروح القدس الذي هو فينا والذي أعطانا إياه الله القدوس بنعمة مجانية منه.
أيها الأحباء كانت وصية الله بعدم الزنى وربما كان التفسير بأن هذه الوصية أعطيت من للإنسان بقصد الكبت وهذا لم يكن طبعاً قصد الله في خلق الإنسان إذ إنه خلقه على صورته ومثاله (تكوين26:1) لكن الإنسان بإبتعاده الإختياري عن الله شوَّه صورة الله فيه فأخذ يتصورها بشكل مغاير للحقيقة وها الله يقول للإنسان أن جسدك لي وأنا لجسدك أي إنني لا أستولي على جسدك لكنني أهبك روحي القدوس لكي يسكن فيك فيتقدس جسدك. وها أنا اطلب منك أن تبتعد عن الزنى ليس لأني أريد أن أقمعك لكن لكي تكتشف إني قدوس وإني خلقتك لكي تتقدس بجملتك، فجسدك هو مسكني إذا أردت ذلك. حينئذ إذا آمنت بكلمتي الحية التي تقدّسك، حينئذ تحيا في قداستي بكليتك. وهذا الجسد التي قبلت أنا أن ألبسه، سأعطيه قوة قيامتي من بين الأموات وسيقوم كما قمت أنا، ولذلك تلك القداسة التي أعطيه إياه لن ترى فساد الموت وستتغلب عليه كما أنا غلبته.
إننا اشترينا بثمن دم المسيح المهراق من أجلنا ومن أجل العالم أجمع وليس هناك ثمن أعظم من هذا.
أيها الأحباء نحن مدعوون أن ننتبه الى هذه الأمور وأن نسعى بمعونة الله على أن نحفظ قدسية الجسد الذي منحنا إياه خالقنا وفادينا وبنعمته سنمجد الله في أجسادنا وفي أرواحنا التي هي لله المبارك الى ابد الدهور. آمين.
نشرة البشارة
الأحد 27 شباط 2005
العدد9