كلمة في صلاة الوحدة – المطران بولس (بندلي)

mjoa Monday March 6, 2017 192

كلمة في صلاة الوحدة  – المطران بولس (بندلي)

الكلمة التي ألقاها صاحب السيادة المتروبوليت بولس في صلاة الوحدة في كاتدرائية القديس جاورجيوس –طرابلس في 29/1/2005
أيها الإخوة السادة الأجلاء،
قدس الآباء المحترمون، أيتها الأخوات الفاضلات، أيها الأفاضل، أيها المؤمنون الأحباء،
باسم إلهنا القدوس المثلث الأقانيم غير المنفصلة، الذي جمعنا في هذه الكاتدرائية المقدسة نحييكم جميعاً طالبين رحمته لكم ولنا كي تتشدد قلوبنا بنعمته فنحيا به دائماً.
أيها الأحباء، لقد قال الرسول بولس في رسالته الأولى الى أهل كورنثوس: “لا يستطيع أحد أن يضع أساساً آخر غير الذي وُضع وهو يسوع المسيح” (11:3). إن هذا هو ما نؤمن به جميعنا متذكرين ما قاله الرب لبطرس الرسول الهامة عند اعترافه الإيماني الرائع “بأنه المسيح ابن الله الحي” (متى16:16) فأجابه يسوع: “وأنا أقول لك أيضاً أنت بطرس وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي” (متى18:16). وطبعاً يُستدل من النص أنه تكلم عن صخرة الإيمان بأن يسوع المسيح هو ابن الله الحي. كما اننا نتذكر كلام الرب في مثل الكرامين القتلة عندما قال لليهود: “الحجر الذي رزله البناؤون هو قد صار رأساً للزاوية (متى42:21)، وطبعاً كان يعلن بذلك بكل وضوح “أنه هو حجر الزاوية”.

لكن البناء لا يتوقف عند الأساس ولكنه يُبنى عليه وهنا يلفت الرسول بولس إنتباه الكورنثيين وإيانا أنه ينبغي أن “نبني” على هذا الأساس (13:3) أي نحن الذين عُمِّدْنا باسم المسيح فلبسنا المسيح وأصبحنا هكذا “أعضاء في جسده” كما يعلن بولس الرسول في الإصحاح الثاني عشر من الرسالة الأولى الى أهل كورنثوس. أصبحنا مدعوّين أن نبني أنفسنا على هذا الأساس الإلهي الذي يؤكد لنا متانة بنائنا وصمودَه أمام عواصف هذا الدهر. وهنا يُلفَتُ إنتباهنا الى أمر مهم للغاية وهو أن كلَّ واحد منّا، إذ هو حجر من حجارة هذا البناء، لا يستطيع أن يبني بمعزل عن الحجارة الأخرى، ولكنه مدعوّ أن يتواصل معها بشكل متين لكي يستطيع أن يرتكز معها على الأساس الوحيد المشترك بينها وبينه وهو يسوع المسيح. فيتضح بذلك أن حركتين متلازمتين
لا بد إلاّ وأن تحصلا معاً: حركة “التركيز” على الأساس الوحيد أي الرب يسوع وحركة “التسنيد” على بعضنا البعض. من أجل ذلك نرى الرسول بولس في الرسالة الأولى الى أهل كورتثوس بعد أن يتكلم عن الجسد البشري قائلاً: “لكي لا يكون إنشقاق في الجسد بل تهتم (الأعضاء) إهتماماً واحداً بعضها لبعض” فينقل ذلك الى مستوى جسد الرب أي الكنيسة فيقول “فإن كان عضو واحد يتألم فجميع الأعضاء تتألم معه وإن كان عضو واحد يُكَرَّم فجميع الأعضاء تفرح معه” “وأما أنتم فجسد المسيح وأعضاؤه أفراداً” (1كو25:12-27).
وبعد أن يطلب من الكورنثيين أن يَجُدّوا للمواهب المختلفة التي يعددها لهم والتي علينا، أن نحييها في كل واحد بنعمة الله المرافقة لجهودنا والمتممة لها وأن نقبل تَنوّعها واختلافها عن بعضها البعض كي تتكامل في البنيان الواحد، يخلص الى تطهير طريق أفضل أمامنا وهو طريق “المحبة” التي يصفها أنها تتأنى وترفق ولا تحسد ولا تتفاخر ولا تنتفخ ولا تُقَبِّح ولا تطلب ما لنفسها، لا تحتد، لا تظن السوء ولا تفرح بالإثم بل تفرح بالحق وتحتمل كل شيء وتصدِّق كل شيء وترجو كلَّ شيء وتصبر على كل شيء، ولذلك لا تسقط أبداً (1كو4:13-8).
أيها الأحباء، لا بدّ أن أشكر نعمة الله التي جمعتنا وإياكم في هذا الحفل المصلي من أجل الوحدة الحقيقية لكنيسة المسيح وأختم كلامي بما ورد في رسالة الرسول بولس الى أهل أفسس وقد كتبها وهو أسير في رومة: “فأطلب إليكم أنا الأسير في الرب أن تسلكوا كما يحق للدعوة التي دعيتم بها، بكل تواضع ووداعة وبطول أناة محتملين بعضكم بعضاً في المحبة، مجتهدين أن تحفظوا وحدانية الروح برباط السلام” (أفسس1:4-3).
“جسد واحد وروح واحد كما دُعيتم أيضاً في رجاء دعوتكم الواحد (أف4:4)، “رب واحد، إيمان واحد، معمودية واحدة، إله واحد للكل الذي على الكل وبالكل وفي كلكم” (أف5:4-6). “ولكن لكل واحد منا أعطيت النعمة حسب قياس هبة المسيح” (أف7:4).
للمسيح الكرامة والسجود مع أبيه وروحه القدوس الى الأبد. آمين.

نشرة البشارة
الأحد 6 شباط 2005
العدد6

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share