الإفتخار في الضيقات – المطران بولس (بندلي)
يكلمنا اليوم الفصل من الرسالة الى أهل رومية عن الإفتخار في الضيقات فبعد أن حدثنا بولس الرسول عن التبرير بالإيمان، هذا الحصول على البر الذي يأتينا ليس نتيجة لأعمال قمنا بها من أنفسنا، ولكننا اقتنيناه بالإيمان بيسوع المسيح، ها هو يؤكد لنا أن نتيجة هذا التبرير هي سلام مع الله مؤسس على يسوع المسيح الرب الإله الذي هو سلامنا الحقيقي.
والسلام الإلهي هذا يتيح لنا الدخول بالإيمان بالله الى النعمة، هذه العطية المجانية الممنوحة لنا وحيث نحن نقيم، مما يعني أن هذه النعمة ليست وضعاً انتقالياً، وقتياً، لكننا نحن مدعوون أن نثبت فيه، فيكون لنا رجاء مجد الله.
ولكن للحصول على هذا الوضع، هناك ضيقات، لأن كل الذين يودّون أن يعيشوا بتقوى نعمة الله يضطهدون. ولكن الضيقات هذه لن تكون للموت بل نفتخر بها لأنها تنشىء الصبر الحقيقي الذي يعبّر عنه ما جاء في الكتاب المقدس “صبراً صبرت للرب” والصبر هذا، عوض أن يكون خنوعاً، ينشىء التزكية أي التبرير الذي لا يعطيه الإنسان لنفسه بل يعطيه إياه الله نفسه دافعاً إياه الى الرجاء هذا الرجاء الذي لا يخزي لأن محبة الله انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا.
لنتأمل أيها الأحباء كم هي عظيمة رحمة إلهنا! ففي الوقت الذي نحن فيه ضعفاء، في الوقت الذي نحن فيه خطاة مات المسيح من أجلنا لكي يبررنا بدمه فنخلص من الغضب الآتي الناتج عن خطايانا ولذلك مررنا في ضيقات جهادنا ضد الخطيئة وهذه الضيقات ليست وهماً ولكننا سننتصر عليها بنعمة إلهنا ولذلك نفتخر بقوة من يساعدنا في الغلبة على الخطيئة بسبب الضيقات ويثبت هكذا الرجاء فينا الى أبد الدهور، لأننا بالنعمة مخلصون. آمين.
نشرة البشارة
الأحد 10 تموز 2005
العدد 28