الاحتراز – المطران بولس (بندلي)

mjoa Thursday March 9, 2017 82

الاحتراز – المطران بولس (بندلي)

“إحترزوا إذاً لأنفسكم ولجميع الرعية التي أقامكم الروح القدس فيها أساقفة لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه” (أعمال28:20).

ورد هذا الكلام على لسان بولس الرسول في مقطع أعمال الرسل الذي تلي على مسامعنا في هذا اليوم الواقع بين الصعود والعنصرة. وكان يوجهه الى رعاة الكنيسة في مقاطعة آسيا الصغرى (قسم من تركيا اليوم) وعاصمتها مدينة أفسس.

رتبت الكنيسة المقدسة أن نسمع في هذا اليوم المبارك هذا الطلب الذي طلبه بولس من أناس كان يوصيهم بالاحتراز لأنفسهم ولجميع الرعية لكي لا تفسد حقل الرب الذئاب الخاطفة التي “لا تشفق على الرعية” كما أوضح الرسول في الآية التابعة (أع29:20). ويلفتنا الكلام الى “رعية”، من جهة اقتناها (أي اشتراها) الله بدمه الإلهي المسفوك على الصليب ومن جهة ثانية تهددها الذئاب الخاطفة. فالأمر الأول يجعل من هذه الرعية وديعة مقدسة أودعها الله بين يدي الرعاة والأمر الثاني المتلازم مع الأول يؤكد وجود مخاطر حقيقية تهدد هذه الوديعة التي سيعطي الراعي حساباً عن المحافظة عليها لله القدوس الذي أمنه عليها.

 أيها الأحباء ما سبق وتأملنا به يذكرنا بمسؤوليتنا تجاه الكنيسة المقدسة: فإن كنا رعاة مقامين من الروح القدس مع اننا غير مستحقين لكن النعمة الإلهية هي التي تؤهلنا لخدمة الرعية المباركة المفتداة بدم حمل الله القدوس، وان كنا أبناء الكنيسة الذين بالمعمودية لبسوا المسيح، كلنا مطلوب منا أن نحترز أي أن ننتبه ساهرين على تصرفاتنا وطريقة حياتنا لكي نكون شهوداً حقيقين للرب يسوع المسيح. نحن مدعوون عندما نقول كلمة أو نقف موقف، أو نتصرف بأية مناسبة كانت، أن نتساءل بكل صدق: هل هذا يساعد بناء الرعية على صخرة المسيح؟

هلم أيها الإخوة والأبناء الأحباء لننتبه جميعنا لنتذكر مسؤوليتنا عن هذه الرعية وعن كل رعية، مبتدئين بالاحتراز لأنفسنا أولاً دون أن نلتهي بدينونة الآخرين وبالتنصل من المسؤولية. هذا هو واجبنا إن أردنا أن نكون أمناء لكلمة الله ولدمه المهراق الذي اشترانا من لعنة الناموس.                                                                                           

صلي بحرارة كي يرسل لنا إلهنا روحه القدوس الذي يثبت دعوتنا.

 لنسهر على إخوتنا في الرعايا كي لا تختطفهم الذئاب الخاطفة التي لا تشفق عليهم. هذه الذئاب موجودة والمطلوب منّا أن نسهر على كل إنسان تضعه العناية الإلهية في طريقنا وهكذا نتمم الاحتراز للآخرين كما أوصى به بولس الرسول وهكذا ننمو وتنمو الرعية في نور السيد الذي لا يعروه مساء الذي له الكرامة والسجود مع أبيه وروحه القدوس الى أبد الدهور. آمين.

نشرة البشارة
 
الأحد 12 حزيران 2005
العدد 24

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share