الانتماء الى المسيح – المطران بولس (بندلي)
في مقطع الرسائل الذي رتبته الكنيسة المقدسة لهذا اليوم المبارك يحذر القديس بولس أهل كورنثوس والمؤمنين عامة من التكتلات والتحزبات -قد ُأُخبر عن مراسليه أن بينهم انشقاقات ليس بمعنى الخروج عن الإيمان ولكن فيما يتعلق بالشخص الذي أوصل اليهم الايمان بالرب يسوع المسيح فتشكلت من جراء ذلك تكتلات فيها شيء من التنافر والابتعاد الواحد عن الآخر- فمن وصل اليه الايمان بواسطة بولس يسمي نفسه من فريق بولس ومن وصل اليه الايمان على يد أبلس يقول أنا لأبلس ومن أتاه الايمان بتبشير صفا أي بطرس ينادي أنه ينتمي الى صفا والفريق الرابع يقول انه للمسيح واضعاً الرب يسوع في منزلة بولس وأبلس وصفا…
أيها الأحباء، ان الخطر الناتج عن هذا التحزب لا يكمن في شذوذ عن الايمان لكن في غياب المسيح عن الاعلان الايماني وكان المؤمنين به يلتهون عنه بمن أوصل اليهم هذا الايمان ولذا يقعون في خطأ كبير أن يحسبوا الرب كرئيس فريق ايماني عوض أن يعتبروه هو نفسه موضوع الايمان. كما أعلن بولس الرسول للسجّان عندما سأله هذا الأخير ماذا عليه أن يفعل ليخلص فأجابه: “آمن بالرب يسوع فتخلص أنت وأهل بيتك” (أعمال31:16).
فكيف يعالج الرسول هذا الانحراف عند الكورنثيين:
أولاً: يذكر نفسه أولاً في مصف رؤساء الفرق الايمانية المتعددة لكي يؤكد أن الكلام الذي يحذر به المؤمنون ينطبق عليه أولاً مبرزاً هكذا مسؤوليته عن أنه كيف عجز أن يردع عن خطئه الفريق الايماني الذي يتحزب له.
ثانياً: يحصر حججه في دحض الانقسام بشخصه. يذكر بأنه هو لم يُصلب عنهم بل المسيح ولم يعتمدوا باسمه الخاص ولكن باسم المسيح ويذكّر بأنه لم يعمّد سوى عدد قليل من المؤمنين لكي لا يعرّض الناس الى الظن بأنه عمّد باسمه. أما بيت استفانوس الذي يذكره، فهو بيت السجّان الذي عمّده بعد أن أعلن له أن الايمان “بيسوع المسيح” هو شرط الخلاص.
أيها الأحباء، نحن مدعوون أن ننتبه الى هذه الأمور ونحرص على أن نحافظ على “وحدة الروح ورباط السلام”. انتماؤنا للمسيح يعني انتماءنا لبعضنا البعض –نشكر الله من أجل المعلمين في الايمان الذين تعبوا ليوصلوه الينا. أمانتنا لوحدتنا في الايمان تكون بمثابة عرفان جميل أكيد لهم وهم بدورهم يفرحون بالتعلق بالمسيح كما فرح يوحنا السابق بصوت المسيح وأوعز الى تلميذيه أن يتركاه ليتبعا السيد اذ أشار اليه قائلاً: هذا هو حَمَل الله الرافع خطيئة العالم.
الا أهلنا الله أن نقود الناس حولنا الى الايمان به وحده فنمجده الى أبد الدهور. آمين.
نشرة البشارة
الأحد 14 آب 2005
العدد 33