التجلي على طريق الآلام – المطران بولس (بندلي)
“صعد بهم يسوع إلى جبل عال وتجلى امامهم” -رفع الرب تلاميذه الثلاثة بطرس ويعقوب ويوحنا، وأمام هؤلاء البشر الترابيين تغيّرت هيأته وأصبح وجهه لامعاً كالشمس وثيابه بيضاء كالنور.
لم يخفِ الرب نور ألوهته، هذا النور الذي لا يشوبه مساء ولا يغرب أبداً، هذا النور الأزلي الأبدي الذي هو دائماً موجود وساكن فيه، أراد بتحننه الإلهي أن يكشف ملياً لتلاميذه لأن هاجس الرب يسوع هو أولاً وآخراً أن يجعل الإنسان يدخل هذا النور! لا يكتفي بأن يريهم ايّاه ولكنه يلحّ قائلاً: ادخل يا ابني لكي تتذوق هذا النور الذي حرمت أنت نفسك منه لأنك أخطأت وتحرم نفسك منه كل ما ابتعدت عني أنا النور الحقيقي الآتي إلى العالم لكي أهبك وأهب العالم كله نوري الأزلي!
وهذا النور الإلهي الذي لا يزول لأنه من الله أب الأنوار هذا النور يسطع ليقوينا لكي نتابع الطريق بالرغم من كل الصعوبات التي تعترضنا، هذا النور يدفعنا بتعزيته أن نتخلص من ظلمة الخطيئة ولكن هذا يتطلب جهاداً مستمراً مقروناً بالأتعاب والآلام فيرتسم في حياتنا صليب منوّر بالرجاء المتقوي بالإيمان الذي ينقل الجبال والحامل في جذوره المحبة التي لا تسقط أبداً -هذا الصليب الخلاصي ليس وهماً ولا فزّاعة انه يحمل كل الخلاص البشري. نتألم -والغرابة ألا نتألم، نتألم ناظرين إلى صليب الرب الذي نحاول ان نودع بين يديه آلامنا -حينئذ نصرخ اليه: يا صليب الرب الكلي القوة، عليك صُلب إلهنا -عليك تمّ السر الخفي الذي منذ الدهور، سر خلاصنا -أعطنا يا رب الا ننسى التجلي إذا عايناك مصلوباً بل نفطن أن آلامك طوعاً باختيارك ونكرر للعالم أنك شعاع الآب وأن بآلامك تأخذ آلامنا معناها الحقيقي أي تلبس قوة قيامتك. فأهلنا لنورها –آمين.
نشرة البشارة
الأحد 7 آب 2005
العدد 32