الإفتخار الحقيقي- المطران بولس (بندلي)
في مقطع الرسالة الى أهل غلاطية الذي رتبته الكنيسة المقدسة لهذا اليوم المبارك يحدثنا القديس بولس عن سببين دافعين الى الإفتخار.
الأول وهو الإفتخار في أجساد البشر، وهنا يتكلم عن الختانة التي كان يفرضها المتهودون على الذين يقبلون الى المسيحية من غير اليهود، وكأنهم يعتبرون انهم هكذا يحصلون على سيطرة تكون لهم على أجساد أولئك المنضمين الى الكنيسة المقدسة ويفتخرون بها أي بالتحكم بأجساد البشر.
والثاني الإفتخار بالمسيح يسوع الذي تنازل أن يلبس جسد البشر الذي خلقه هو، وخضع فيه للختانة الناموسية لكي يعطيها معناها الأخير، فلم تكن قائمة بعد أن ارتضى أن يُصلب بالجسد كي يحقق الإتحاد الحقيقي بين الله والإنسان المخلوق، هذا الإتحاد الخلاصي الذي كانت الختانة إشارة له فأبطلت بالصليب ولم يعد مجال الإفتخار الحقيقي إلا بهذا الصليب.
ولذلك سمعنا بولس الرسول يؤكد قائلاً: “حاشا لي أن أفتخر إلاّ بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صُلِبَ العالم لي وأنا للعالم”.
وهكذا يرى العالم بأسره أي البشرية جمعاء على صليب كان قديماً أداة قصاص وموت للإنسان بسبب خطيئته فتحول بالمصلوب الإلهي الى خشبة خلاص من طوفان الخطيئة والموت الناتج عنه.
أيها الأحباء نحن مدعوون الى هذا الإفتخار كي نلغي كل سبب آخر له ينتج عن السيطرة على الناس. فالناس ليسوا عبيداً، وإذا كان يشدد على التطلع الى العالم مصلوباً مع سيده فلكي يدعونا أن نتأمل بالخلاص الذي حصل بالصليب للعالم أجمع دون استثناء ولكي نلتفت الى آلام بعضنا البعض ويصبح الإفتخار الحقيقي ليس ببشر نستعبدهم لنا ولكن بأولئك المدعويين الى خلاص إلهنا المحب البشر الذي وحده يستطيع أن يحول آلام الصليب الذي يحملونه في حياتهم الى فرح القيامة الممنوح لهم بذاك الذي مات من أجلهم وقام من بين الأموات.
ولذا يمسي فخرنا فخراً بالرب الإله المخلص للعالم له الكرامة والسجود الى أبد الدهور. آمين.
نشرة البشارة
الأحد 20 تشرين الثاني 2005
العدد 47