رسالة بولس – المطران بولس (بندلي)
في مقطع الرسالة الى أهل غلاطية الذي رتبته الكنيسة المقدسة لهذا اليوم المبارك حيث نعيّد للقديس يعقوب أخ الرب أي نسيبه بالجسد الذي ارتضى أن يلبسه يسوع، يتوجه الرسول بولس الى مراسليه كي يعرّفهم أن الإنجيل الذي بشرهم به ليس آتٍ من إنسان يتعلمه منه بل تقبله بإعلان يسوع المسيح، وبالتالي يؤكد لهم أن البشارة الخلاصية ليست من مصدر إنساني أي قابلة للشك فيها أو قابلة للتوقف بل هي مسنودة الى الإعلان الإلهي الذي أعلنه الرب يسوع وكلمة الله المعلنة ثابتة الى الأبد.
ونرى القديس بولس يؤكد ما قاله وذلك بتذكيره أهل غلاطية كيف كان يضطهد كنيسة الله بإفراط أي دون هوادة وبنسب هذا الأمر الى غيرته على دينه الأصلي وعلى تقدمه فيه على أترابه كونه كان تلميذاً لأشهر معلميه. وهنا يتوقف فجأة ليتذكر رحمة الله التي تتفحص القلوب والكلى والتي تدخل الى عمق الإنسان لكي تعلن فيه المسيح الإله المتجسد الذي صار إنساناً كي يموت عن الإنسان فيفتديه ويدفع عنه ثمناً لخلاصه، فيعطيه هكذا قيمة تفوق كل قيمة، ذكره فيها عندما قال السيد الرب للإنسان: ماذا يعطى الإنسان فداء عن نفسه؟ بعد أن قال له ماذا ينفع الإنسان أن يربح العالم كله ويخسر نفسه؟ هذا ما حوّل بولس عن خطه القديم المضطهد لمن آمن بالمسيح باسم غيرته لديانة اعتبر أبناؤها ان كل من لا ينتمي اليهم أي الوثنيون (الأمم) ليس قابلاً للخلاص، الى إنسان طلب اليه المسيح أن يعلنه “هو” مخلصاً للعالم أجمع بما فيه الأمم أي الوثنيون معطلاً حاجز العداوة من جهة بين الله والإنسان ومن جهة متلازمة مع الأولى بين الإنسان وأخيه الإنسان.
وكانت نتيجة ذلك أنه لم يعد يرتبط برباط لحم أو دم بل بالدعوة الإلهية التي دفعته الى البشارة في العربية (أي بلاد حوران والى دمشق المدينة التي كان قاصداً إياها قبلاً ليلقي القبض على المسيحيين هناك ولكنه أتاها الآن ليكرز بخلاص المسيح وبعد ذلك رجع الى القدس حيث التقى بطرس ويعقوب وهكذا ارتبطت كرازته المعلنة له من الرب يسوع نفسه بتعليم أولئك الشهود العيانين الأوائل للرب.
هذا ما يجعلنا نلتمس جميعاً من الرب أن نبقى مستعدين لإعلان يسوع المسيح مخلصاً وفادياً للعالم أجمع له الكرامة والسجود الى أبد الدهور. آمين.
نشرة البشارة
الأحد 23 تشرين الأول 2005
العدد 43