التعرف الى الرب يسوع – المطران بولس (بندلي)
في مقطع إنجيل هذا اليوم المبارك سمعنا الرب يسأل الأعمى الذي شفاه: “هل تؤمن بابن الله”؟ وقد ورد الجواب على هذا المنوال: “من هو يا سيد لاؤمن به”؟ فأتاه الرد السيدي: “إنك قد رأيته والذي يكلمك هو هو”.
ولا بد أن نرى في جواب الرب يسوع كشفاً خاصاً يكشفه للأعمى الذي فتحت عيناه: فلم يقل له: الذي شفاك، أي الذي صنع بك المعجزة التي لم يستطع أحدٌ أن يجترحها وهي: “فتح عيني أعمى منذ مولده” بل عرّف عن نفسه بقوله: “لقد رأيته” مضيفاً “إن الذي يكلمك هو هو” مشيراً الى العلاقة المباشرة التي حصلت للأعمى كونه رأى بعينيه اللتين كانتا مغمضتين وسمع بأذنيه من هو حقيقة كلمة الله الأزلية.
ونستدل من ذلك أن العجيبة الباهرة التي قام بها الرب فاتح أعين العميان لم تكن مهمة بحد ذاتها ولم تحصل لتبهر العيون، إنما كانت غايتها أن “يرى” الأعمى الربّ يسوع وأن يسجد له بالروح والحق وأن يحصل على النور الحقيقي الآتي الى العالم لكي لا يسلك الانسان في ظلمة هذا الدهر فيسقط في حفر الطريق وتتعثر مسيرة خلاصه. بل يكون له نور الحياة.
ألا أهلنا الله أن نحصل عليه بنعمة الرب يسوع المسيح الذي نتضرع إليه أن يشفي عمانا الروحي كي نسجد له حقاً معلنين إنه ابن الله مخلص العالم. آمين.
نشرة البشارة
الأحد 28 أيار 2006
العدد 22