رسالة فصحية – المطران بولس (بندلي)

mjoa Tuesday March 14, 2017 183

رسالة فصحية – المطران بولس (بندلي)

الى الأحباء جميعاً المحتفلين بعيد القيامة المقدسة،

المسيح قام! حقاً حقاً!

ننقل إليكم معايدة رئيس رعاة كرسينا الأنطاكي المقدس غبطة أبينا وبطريركنا أغناطيوس الرابع الكلي الطهر والجزيل الاحترام وأخوينا الحبيبين المطرانين يوحنا وباسيليوس مع سائر رؤساء كهنة الكرسي الرسولي الأجلاء ضارعين معهم الى الله أن يحفظكم مع عائلاتكم ورعاياكم المباركة.

أيها الأحباء في الإنجيل المقدس المتكلم عن قيامة الرب يسوع من بين الأموات التي نعيّد لها الآن؛ هناك موقفان تجاه هذا الحدث الخارق:

موقف إعلان لها، وموقف إخفاء لها.

أما الموقف الأول فنراه عند ملاك الرب عندما قال لمريم المجدلية ومريم الأخرى أن المسيح المصلوب قد قام طالباً منهما أن تذهبا سريعاً وتعلنا لتلاميذه هذه الحقيقة الساطعة الباهرة، فخرجتا سريعاً من القبر بخوف وفرح عظيم راكضتين لتخبرا التلاميذ بذلك (متى7:28-8).

أما الموقف الثاني فنراه عند اليهود الذين صلبوا المسيح طالبين من بيلاطس أن يأمر بضبط قبر المسيح بحراس لئلا حسب زعمهم، يأتي تلاميذه ويسرقوه ويقولوا أنه قام من بين الأموات. ولكن الحراس المقامين لحراسة القبر صاروا كأموات عندما دحرج الملاك الحجر عند باب القبر وقام السيد منتصراً وعندما استفاقوا من ذعرهم وأخبروا رؤساء الكهنة بكل ما كان.

ها الاجتماع المنعقد قبلاً لمحاكمة السيد الجائرة يلتئم من جديد وتعطى بعد التشاور فضة كثيرة للعسكر لكي يخفوا قيامة السيد (متى11:28 -12-13).

أيها الأحباء، إن قيامة السيد ليست حدثاً عابراً ولا أمراً غريباً عنا، إنها واقع وجداني نعلنه قائلين: “المسيح قام! حقاً قام!”

ونحن مدعوون أن نحياه كي نعلنه، وهذا يعني إننا لا نستطيع أن نشابه الحراس المأجورين لحراسة ميت، فنمنع تلاميذه أن يأتوا إليه وإلاّ لتعرضنا أن نسقط أرضاً كأموات أمام الرب الذي يريدنا أن نحيا وقد مات ووضع عنصر حياتنا في قبر كي يعطي لنا وللعالم أفضل حياة وإذا ما وقعنا على الأرض كأموات يغيب عنا “سر التدبير الإلهي الصائر بالموت” ولا نستطيع في هذه الغيبوبة أن نعي بأن المسيح حقاً قام فتغرينا أموال هذا العالم

ومصالحها وبالنتيجة نخفي قيامة المسيح عن أنفسنا وعن الناس حولنا. فنهلك في خطايانا.

وإذا أردنا أن نقبل القيامة ونحن خائفون ومرتعدون أمام الحدث الخلاصي المبهر بسبب ضعفنا البشري الشبيه بضعف المرأتين المذكورتين في إنجيل متى، حينئذ لن تمنعنا الرعدة ولن يمنعنا الخوف من أن نخرج من قبر إلهنا الواهب الحياة وأن “نركض” مسرعين لننقل للآخرين وبأسرع وقت ممكن النبأ الخلاصي الهاتف: المسيح قام! حقاً قام!

أيها الأحباء، في المرحلة الدقيقة جداً التي يمر بها بلدنا الحبيب لبنان ومنطقة الشرق الأوسط كلها والعالم بأسره، نضرع الى إلهنا المنتصر بموته على الموت الذي يهدد الأسرة البشرية بكاملها، أن ينظر إلينا بعين الرأفة، أن يبارك ويقوي كل الجهود التي يبذلها فخامة رئيس البلاد ومجلس النواب الكريم والحكومة الجليلة وكل من يعمل لإنقاذنا من المخاطر المحيطة بنا وأن يبارك جهود العائلات الروحية جمعاء المتضافرة لخير البلد وأبنائه، وإذ نتذكر بأن الرب الناهض من بين الأموات كان يبادر تلاميذه الخائفين بكلماته: السلام لجميعكم، نسأل إله السلام أن يعطي سلامه الحقيقي لبلدنا وأبنائه، لمنطقتنا الحبيبة للعالم أجمع المنتظر منه غنى الرحمة. آمين.

نشرة البشارة

الأحد 23 نيسان 2006
العدد 17

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share