يا رب أعطنا أن نراك – المطران بولس (بندلي)

mjoa Tuesday March 14, 2017 181

يا رب أعطنا أن نراك – المطران بولس (بندلي)

لقد توجهت أيها السيد الرب الناهض من بين الأموات الى تلميذك قائلاً له: “يا توما لأنك رأيتني آمنت، طوبى للذين لم يروني وآمنوا”.

وأنت يا رب يا من أتيت من عند الآب الذي لم يره أحد قط سواك أنت المشارك له في نوره الأزلي، لقد أتيتنا لكي تخبرنا عن هذا النور الذي لا يُدنى منه فجعلتنا بمحبتك للبشر قادرين على ذلك اذا عرفنا ان ننظر اليك أنت أيها النور من النور الذي لا يعروه مساء ونمجدك ناهضاً من بين الاموات.

ان تلميذك، الذي هو توأمنا جميعاً بالشك الذي نتعرض دوماً اليه، ألتمس أن يرى جراحك الدامية من أجل خلاص جنس البشر لكي يتيقن أنك بالحقيقة تحملت أوجاعنا لكي تشفيها وجُرحت من أجل معاصينا لكي تنقذنا منها. فيا أيها الرب الاله القدوس أعطنا أن ننظر الى جراحك لكي نشفى من جراحنا…

لقد أكدت قيامتك لتلاميذك عندما ظهرت لهم  بإراءتك اياهم يديك ورجليك المثقوبين وجنبك المطعون من أجل أن تدفق لنا منه ماء الحياة والدم المحيي فأهلنا الى رؤيتك مصلوباً لكي نعلن قيامتك من بين الأموات.

أيها القدوس المستريح في القديسين أعطنا ان نرى حقيقة جراح الآخرين، أولئك الذين أصبحت آلامك نموذجاً لآلامهم، أعطنا أن نلتفت اليهم لأنهم طريقنا اليك. مع توما نقول لك: لنا صعوبة أن نكتشفك لأننا في عالم كثيراً ما تحجبك عنا أنانيتنا  الضعيفة فأعطنا أن نتجاوز “أنانا” الاّ يكون هو أمامنا فيستر عنا الآخرين الذين وحدت نفسك بهم.

أعطنا ان نقول لك اذا ما تدربنا أن نتعرف اليك في الآخرين كما قال لك توما: “يا ربي والهي” أنت المبارك والممجد الى أبد الدهور.

فأهلنا الى نعمة رؤيتك يا من تجلس على كرسي الشاروبيم، يا من هو ملك السلام ومخلص نفوسنا حتى نستحق أن نحيا منذ الآن في رؤية أنوار قيامتك التي نسألها لبلدنا ولحكامه ولعالمك أجمع. آمين.

نشرة البشارة

الأحد 30 نيسان 2006
العدد 18

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share