الإيمان بالله – المطران بولس (بندلي)
في مقطع الإنجيل الذي سمعناه في هذا اليوم المبارك يلفتنا كيف أن هذين الأعميين كانا يتبعان يسوع وهما يصيحان. نستدل من ذلك أنه كان أملهما الوحيد في الشفاء ولذلك لم يترددا بأن يتبعاه بالرغم من كل الصعوبات وفي الوقت الذي كانت أعينهما عاجزة أن تراه، كانا يستعيضان عن ذلك بصراخ يرفعانه نحو السيد طالبين منه أن يرحمهما ولكي يشركهما الرب بعمل الشفاء الباهر سألهما إذا كانا يؤمنان بأنه قادر أن يفعل لهما ما كانا يطلبانه فقالا له: نعم فأجاب طلب استيغاثتهما وشفاهما.
أيها الأحباء في الأيام العصيبة التي يجتازها بلدنا الحبيب، حيث أن إخوة لنا يمرون بصعوبات جسيمة من القتل والدمار بسبب قساوة قلوب أشخاص فقدوا إنسانيتهم. نحن أيضاً نصرخ الى الرب يسوع بأصوات ترتفع من أعماق القلب لكي نقول له: إرث لنفوسنا، إطلع من سمائك على إخوة متألمين معرضين لقساوة قلوب أولئك الذين تناسوا معنى إنسانيتهم. يا إلهنا لقد قلت لنا: آمنوا بالله وبي أيضاً آمنوا فها نحن نصرخ إليك يا إلهنا ارحمنا، ارحم إخوتنا الذين في الشدائد والضيقات. إننا نعرف أنك أنت وحدك الذي تعين وتخلص دون أن تكون لك الحسابات الضيقة التي يحسبها الناس الذين خلقتهم. نحن على يقين أنك أنت تقدر أن ترفع الضيق والآلام والأخطار عن عبيدك الذين أنت خلقتهم. فيا ربنا إننا نتوسل إليك صارخين من أعماق القلب، وقد اعمتنا الأحداث، أن تفتح أعيننا لكي نراك منحنياً فوق آلامنا تضمد الجراح السخينة التي يصاب بها أبناء بلدنا الحبيب.
أيها الرب إلهنا أنظر الى تعاسة أبناء بلدنا واجعل الضمير الإنساني يستيقظ في العالم ويتجاوز المصالح الهدامة التي تهدد وجود الإنسان الذي أحببته وخلقته على صورتك. لا تسمح يا رب أن تشوه فيه الصورة التي منحته إياها. ارحمنا يا رب كعظيم رحمتك، ارحمنا وارحم عالمك أجمع أيها الإله المحب البشر. آمين.
نشرة البشارة
الأحد 30 تموز 2006
العدد 31