الصلاة والصوم – المطران بولس (بندلي)

mjoa Wednesday March 15, 2017 227

الصلاة والصوم – المطران بولس (بندلي)

في مقطع إنجيل هذا النهار وضع إنساني رهيب، نرى فيه كيف يتعرض الإنسان لضربات تأتيه من الشيطان الذي لا يشفق عليه. فيأتي الأب الملهوف الى التلاميذ آملاً منهم أن يعملوا شيئاً لمساعدة إبنه ولكن رجاءه يخيب فيتابع سيره نحو الرب يسوع الذي بكلمة واحدة حقق ما كان يلتمسه الوالد فشفى فلذة كبده.

أيها الأحباء نحن نشابه كلياً الأب الملهوف الذي تكلم عنه مقطع هذا الإنجيل وبالوقت نفسه كوننا مؤمنين بالرب نحن أيضاً في موقع التلاميذ. فمن جهة نأتي بآلامنا الى الرب ومن جهة أخرى يأتي إلينا أولئك الذين وضعتهم العناية الإلهية في طريقنا. لا أظن إننا نفكر بالاستعفاء ونستسلم لليأس القاتل معرضين في الوقت نفسه من حولنا الى ظلمة القنوط بفقدان الرجاء.

سمعنا يوم الأحد الماضي هذا المقطع الإنجيلي الذي فيه كدّت الأمواج السفينة التي كان عليها التلاميذ وإذ بالرب يسوع المسيح يظهر لهم في الربع الرابع من الليل، أي في الوقت الذي كان فيه التلاميذ معرضين أكثر من أي وقت آخر للخوف القاتم، فقال لهم السيد الذي كان انفرد عنهم وصعد الى الجبل ليصلي، طبعاً، من أجلهم، قال لهم: “لا تخافوا إني أنا هو”.

فيا أيها الأحباء لكي ننتصر على خوفنا نحن مدعوون أن نمسك بيد من يمد يده إلينا كما مدّها الى بطرس لينتشله من الغرق فحينئذ ننقذ وينقذ الرب بيده العزيزة الذي هم حولنا. والأساس لهذا الانقاذ هو في إيماننا بالله الذي، ليس كفزاعة، ولكن كالإله الحي المنقذ للبشر، عسانا أن نقول له وما قاله أبو الصبي في إنجيل مرقس عندما قال له الرب يسوع: “إن كنت تستطيع أن  تؤمن فكل شيء مستطاع للمؤمن” (مر23:9)، فأجاب: “إني أؤمن يا سيد فأعن عدم إيماني” (مر24:9)، فالإيمان هذا هو إيمان “القلب المتخشع المتواضع الي لا يرذله الرب” (مز50).

أيها الأحباء أعرف إنكم تفتشون عن أن يكون هذا الإيمان في حياتكم فلا بد إننا التفتنا جميعاً الى كلام السيد عن الصلاة والصوم اللذين يصبحان أساسيين قويين لإيماننا، لذلك تصلون وتصومون كي يتقوى إيمانكم. اسأل الله أن يمن علينا جميعاً ممارسة حقيقية للصلاة والصوم كي يقوى إيماننا فننتصر على الشرير بنعمة ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي قبل أن يسلم الى الموت لكي ينهضنا معه منتصراً بموته على الموت. فله الكرامة والسجود الى أبد الدهور. آمين.

نشرة البشارة

الأحد 20 آب 2006
العدد 34

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share