العاقر تلد والدة الإله – المطران بولس (بندلي)

mjoa Wednesday March 15, 2017 253

العاقر تلد والدة الإله  – المطران بولس (بندلي)

 يوم أول أمس عيّدت الكنيسة المقدسة لعيد مولد السيدة العذراء الدائمة البتولية مريم من حنه جدة الإله التي كانت عاقراً. وفي هذه الولادة غلب العقر الذي كان يعتبر قديماً لعنة من الله.

فها الله بقوته كخالق الخليقة بأسرها ينتصر على ما كان يخيف البشرية والذي كان يتناقض مع أمر الله للإنسان عندما امره الله قائلاً له: “اكثروا…”

فها لعنة العقر القديمة في مفهوم الجنس البشري، ها هي تضمحل لكي تحل مكانها بركة الولادة وليست أية ولادة إنها ولادة مميزة كون المولودة هي التي ستدعوها نعمة الله المخلِّصة أن تكون بدورها والدة للإله نفسه التي سيتجسد من أحشائها النقية بحلول الروح القدس عليها. فالمسافة التي قطعتها رحمة الله بالنسبة للجنس البشري لا نستطيع أن نصفها أو أن نقدرها بلغتنا البشرية ولا أن نعبر عنها بقاموسنا البشري لأن الانتقال الذي تحقق نقل الوضع الإنساني من العقر المهدّد بإبادته الى الولادة للخالق نفسه الذي هو الخالق والمجدد الخليقة على الدوام إذ إننا به “نحيا ونتحرك ونوجد”.

أيها الأحباء في هذا العيد السنوي المبارك نجد دعوة لنا جميعاً أن نجاهد كي نتغلب على عقر من نوع آخر لا نستطيع أن نتجاهله، إنه العقر الروحي الذي يهدد حياتنا. كانت توصية الرب يسوع لتلاميذه بأن يأتوا بثمر كثير وهكذا يتمجد الله، وكانت دعوة القديس يوحنا المعمدان للناس بأن يصنعوا ثماراً تليق بالتوبة. فنحن مدعوون إذاً أن نحارب هذا العقر كي نحيا إنسانيتنا بكل أبعادها وهكذا يتمجد الله الخالق في الإنسان المخلوق على صورته ومثاله.

فلنتكل على الرب يسوع ابن العذراء الكلية القداسة “المغذية لحياتنا” كما تذكر صلواتنا، فإنها غذت بشرياً الإله القدوس المتجسد منها كي يصير أخاً لكل واحد منا. لنسند قوانا البشرية الضعيفة بحد ذاتها الى من هو قوتنا وهكذا نتجاوز بنعمة الله المخلِّصة العقم الروحي الهدام لإنسانيتنا.

فيا أيها الرب الإله، يا من ولدت من العذراء إننا في عيد ميلاد والدتك الكلية القداسة نبتهل إليك بشفاعاتها أن تنعم علينا بأن نسعى دوماً أن نأتي بأثمار فنمجدك مع أبيك الذي لا بدء له وروحك الكلي قدسه الى أبد الدهور. آمين.                                    

نشرة البشارة

الأحد 10 أيلول 2006
العدد 37

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share