القديسة تقلا أولى الشهيدات – المطران بولس (بندلي)
في هذا اليوم المبارك تعيِّد الكنيسة المقدسة للقديسة تقلا أولى الشهيدات. إننا في تصفحنا لحياة هذه القديسة يلفت إنتباهنا كيف أعطيت هذه القديسة بنعمة الله أن تكون وفيّة لختنها الإلهي. إنها الفتاة التي آثرت حب المسيح على كل حبّ آخر. وإذ تتلمذت على يد الرسول القديس بولس أرادت أن يكون ولاؤها الأوحد للسيد الرب الذي أحبنا هو أولاً.
أيها الأحباء عندما ينتصب أمامنا مثال القديسات مثيلات تقلا اللواتي يعلنّ أن الرب هو الكل في حياتهن ولذا يملأن آنيتهن بزيت الابتهاج ويبقين مستعدات لاستقبال الرب في أي وقت يأتي لأن الحب الذي يحملنه في قلوبهن يجعلنهن دائماً في تأهب إنتظار الإله القدوس الذي يملأ حياتهن بنوره الخلاصي. وإذ نحن نعيّد للقديسة تقلا ينبغي أن نضع أمام أعيننا مثال حياة قدس الرب بحضوره فينا. إنه كما تدعوه صلواتنا “المستقر في القديسين” وسحابة القديسين الشهود له أمثال تقلا تجعلنا نستعد بدورنا أن نجاهد بأن نبقى أمناء للقدوس الواحد، الرب الواحد، يسوع المسيح.
نعم أيها الأحباء دعوة القديسة تقلا لنا هي بأن نتقدس بنعمة المسيح. والقداسة هذه تكون بأن نسعى أن نفرز أنفسنا عن كل “شر” بل بالحري عن كل “شبه شر” وإذ نشعر بضعفنا المتواصل نصرخ الى الرب: أعنّا كما أعنت تقلا وجميع القديسين ولا تتباعد عنّا، لا تدعنا نسقط في ظلمة الخطيئة، أعنّا أن نحبك في الإخوة الذين وضعتهم العناية الإلهية في طريقنا كي نرى نورك وتكون مسؤوليتنا الدائمة أن نستنير بهذا النور الذي لا يغرب وأن نحمله للإخوة الآخرين لكي بنورك نعاين النور دائماً بشفاعات أمك الطاهرة والدائمة البتولية مريم وقديستك تقلا التي قبلتها عروساً لك وجميع قديسيك الذي أنت مبارك معهم الى أبد الدهور. آمين.
نشرة البشارة
الأحد 24 أيلول 2006
العدد 39