عظة صاحب السيادة بمناسبة عيد القديسين بطرس وبولس التي ألقاها في كنيسة القديس أبيفانيوس في29/6/2006
باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد. آمين.
أخي قدس الأب فؤاد، أيها الأحباء،
نجتمع في هذا اليوم المبارك وأشكر نعمة الله على لقائنا حول الذبيحة الإلهية، ذبيحة الحمل المذبوح من أجلنا جميعاً لكي يغفر خطايانا ويقوينا في خدمتنا.
كان السؤال الذي طرح على سمعان بطرس في الإنجيل الذي تلي في سحر هذا اليوم، هل تحبني يا بطرس أكثر من هؤلاء؟، وحزن بطرس عندما ردد المسيح السؤال ثلاث مرات لأنه تذكر أنه مرّ في تجربة قاسية متذكراً خطيئة جحوده، إذ انه أنكر المسيح ثلاث مرات، فقال بطرس: “أنت تعرف كل شيء، وأنت تعرف إني أحبك”، فقال له السيد: “إرع خرافي”.
يا أحباء،
ماذا يطلب منّا الرب؟ يطلب منّا أن نحب، أن نحب ودائماً أن نتجاوز الحدود البشرية في حبنا، لأن الحب يصطدم بكثير من الصعوبات، تعاملنا مع بعضنا البعض، تعاملنا مع الناس يصطدم بكثير من الصعوبات، ليس وهماً بأن نفكر بأن هناك صعوبات لكي نحب ولكن ما يطلبه منّا الرب كما طلب من بطرس: تحبني وتحبني أكثر مما أنت تحب ليس مقارنة بالآخرين ولكن لكي يعلمنا أن المحبة لا تقف عند حد. البعض يرددون أحبك يا رب قدرتي أو قوتي وكأن الكلام يعني إنني أحبك بقدر ما أستطيع أن أحب. كلا يا أحباء، لا حدود في المحبة، لا مقدرة في المحبة، هناك تجاوز إذا ثبتنا محبتنا على الذي أحبنا وأحبنا أولاً هو المسيح المصلوب من أجلنا. المهم أن نضع خط المحبة في عالم نعرف أنه ينادي بالحقد ويقتل ويضرب ويستهين بحياة وكرامة الإنسان.
نطلب منه أن يعطينا هذه المحبة. طبعاً هناك خطايانا وكما تذكر بطرس جحوده أيضاً نتذكر خطايانا الكثيرة أمام رحمة الله ولكن المحبة أقوى من الموت واقوى من موت الخطيئة وهي التي تغفر الخطايا.
في عيد القديسين بطرس وبولس أشكر نعمة ربنا التي جمعتنا داعياً أن يرحمنا الرب ويرحم بلدنا وأن يعطينا جميعاً المحبة والسعي الى المحبة الحقيقية التي في يسوع المسيح، وأن يعطينا مغفرة خطايانا وأن يقوينا في محبته دائماً، إنه المبارك والممجد الى أبد الدهور. آمين.
نشرة البشارة
الأحد 2 تموز 2006
العدد 27