عيد الكرسي الأنطاكي المقدس – المطران بولس (بندلي)
في التاسع والعشرين من هذا الشهر تعيد الكنيسة المقدسة لعيد القديسين هامتي الرسل بطرس وبولس وهما مؤسسا كرسينا الأنطاكي المقدس وأيقونتهما ظاهرة في الختم الرسمي للكرسي الرسولي.
عندما نتذكر هذين الرسولين لا نتذكر أنهما جباران بالمفهوم البشري للكلمة. كلاهما عرف الضعف البشري فبطرس هو الذي جرِّب تجربة قاسية عندما أنكر المسيح خوفاً وبكى بكاء مراً. وبولس لم يتوقف عن ذكر اضطهاده للكنيسة المقدسة وللمؤمنين بيسوع المسيح فيها لدرجة انه لا يستطيع الافتخار إلا بضعفاته وكان يسمي نفسه أول الخطاة.
ولكنهما لم يقبلا بأن يكون ضعفهما نهاية المطاف ولا وقوعهما في الخطيئة كأنه لا نهوض بعده بل بقي بطرس ينتظر اليد التي مدها يسوع له عندما كان ماشياً على البحر وتعرض للغرق، بقي منتظراً تحقيق كلام الرب له: “متى رجعت ثبت اخوتك” بقي مترقباً الرسالة التي كلفت بها النسوة الحاملات الطيب عندما قال لهنّ الملاك: اذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس ان الرب قد قام ويسبقكم جميعاً وبطرس معكم إلى المكان الأول الذي التقاكم به -بقي منتظراً تلك الساعة التي سيواجه الرب المنتصر على الموت وهو يسأله بلطفه اللامتناهي: يا بطرس حبيبي هل تحبني أكثر من هؤلاء ليؤكد له أنه ينتظر عودته باستمرار فيجيب، ولو بحزن في المرة الثالثة: أنت تعرف كل شيء وتعرف أني احبك. فيؤكد له الفادي الرحوم أنه لا يزال أساس هذه الرعاية.يدعوه مع رفاقه الرسل لرعاية خرافه الناطقة بالمحبة.
أما بولس الملتهب حماساً للدفاع عن ديانة آبائه واجداده وكان قد حضر كشاهد استشهاد رئيس الشمامسة استفانوس وكان راضياً على ما يجري وتزود بالرسائل اللازمة ليلقي القبض على أتباع يسوع أينما وجدهم. فها هو يقترب من دمشق وهناك يبرق حوله نور المسيح الذي يخاطبه بلهجة لا ينتظرها: لماذا تضطهدني حتى ادرك من جواب الرب يسوع كم كان خاطئاً دون أن يدري في اضطهاده الصادق للذين يحملون هذا الإسم -فقام وتابع مسيرته لكي يتقبل المعمودية على يد حنانيا فتقع القشور التي كانت قد اعمته ويذهب ليبشر بالذي أفرزه وهو في جوف أمه ليحمل اسمه بين الأمم أي الوثنيين الذي لم يكن قادراً قبل ذلك من التصور بأنه يلاقيهم يوماً ما.
هذا هو عيد كرسينا أيها الأحباء، معكم نرفع الصلوات لكي يحفظ لنا الرب أب هذا الكرسي المقدس غبطة أبينا وبطريركنا أغناطيوس الرابع بطريرك أنطاكية وسائر المشرق وسائر اخوتنا رؤساء كهنته والكهنة الأجلاء والشمامسة الورعين وإياكم جميعاً يا أبناء الكرسي الاحباء محفوظين بنعمة الله وأمامكم مثال جهاد شفيعيكم القديسن بطرس وبولس كل عام وأنتم بخير.
نشرة البشارة
الأحد 25 حزيران 2006
العدد 26