نور التجلي – المطران بولس (بندلي)

mjoa Wednesday March 15, 2017 221

نور التجلي – المطران بولس (بندلي)

في هذا اليوم المبارك نعيّد لتذكار ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح على الجبل. وفي هذه الأيام الحالكة بالسواد يأتي تعييدنا للنور الإلهي الساطع في وسط ظلمة هذا الدهر لكي يثبت رجاءنا بالرب القدوس الذي هو النور الآتي الى العالم لكي لا يهلك الإنسان.

أيها الأحباء إن التجلي حدث والرب في طريقه الى الأمم والشهود الذين يعاينوه متجلياً هم أنفسهم الذين سيعاينوه في نزاع بستان الزيتون حيث تساقط عرقه كقطرات الدم على الأرض، فإذا ما رافقوه في أوج الآلم على الصليب بفطنوا أن آلامه طوعاً بإختياره كي يخلص العالم أجمع من الآلم والموت فيكرزوا للعالم أن المصلوب هو بالحقيقة شعاع الآب.

إننا ندعوكم الى التأمل بهذا وأن تتأكدوا بالتالي بأن الآلام التي نمر بها سوف ننهض منها بنعمة إلهنا المضيء حياتنا بنوره الخلاصي. إنه النور من النور كما نعلن في دستور الإيمان. لا نخف من ظلمة هذا الدهر. الله هو الذي يرعانا ويرعى بلدنا والعالم أجمع ولن يسمح بأن نقع في ظلمة الموت التي تهددنا. لنتذكر الكلمة الإلهية التي تقول لنا: “تشجعوا ولتقوَ قلوبكم يا جميع المتكلين على الرب”. كما تقول لنا أيضاً: “الرب عوني فلا أخاف ما يصنع بي الإنسان”.

أيها الأحباء في عيد تجلي ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح، نضرع إليه أن يرحم بلدنا ويرحم أبناءه ويرحم العالم بأسره الذي يتخبط في ديجور ظلام الأحقاد. نضرع إليه أن يرحم النازحين كي يعودوا بسلام وأمان الى ديارهم وأن يبلسم الجراح الجسدية والنفسية. نضرع إليه أن يرحم العالم أجمع وخاصة الذين يتعرضون للشدائد والأحزان وأن يلهم الضمير العالمي والذين بيدهم أخذ القرار الملائم أن يتجاوزوا المصالح والأنانية لكي ينهض الإنسان من الهوة الهائلة التي سقط فيها من جراء الأنانية وحب السيطرة.

يا ربنا نسألك أن ترحم الجميع وتنقذنا من كل شدة وحزن وأن ترسل لنا نورك الإلهي المحيي وأن تثبت رجاءنا بك كي نبقى متمسكين بك وحدك يا إلهنا ومنقذنا وسيد حياتنا المبارك الى أبد الدهور. آمين.

نشرة البشارة

الأحد 6 آب 2006
العدد 32

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share