الخوف من الله – المطران بولس (بندلي)

mjoa Tuesday March 21, 2017 114

الخوف من الله – المطران بولس (بندلي)

في المقطع الإنجيلي الذي رتبته الكنيسة المقدسة لهذا اليوم المبارك، سمعنا عن أهل مدينة كورة الجرجسيين حيث شفى الرب يسوع الإنسان الذي كان تحت سلطة الشياطين منذ زمان طويل، سمعنا عنهم أنهم “خافوا” ومن المؤسف ان خوفهم هذا قادهم أن يطلبوا من الرب يسوع أن “ينصرف عنهم”.
أيها الأحباء لنطرح على أنفسنا هذا السؤال: ماذا يعني لنا الخوف من الله؟ وهناك نوعان من الخوف من الله:
 التوع الأول الذي يقود الى التأمل بالمسافة ألاّ متناهية التي تفصلنا كبشر استسلموا لتجربة الشرير بسبب ضعفهم، عن الإله القدوس الذي بدافع تحننه إنحنى فوق من أراد أن يتشبه بهم وألزم ذاته بمغامرة التفتيش عن الخروف الضال الذي حمله على منكبيه كي لا يتعب ودعاه أن “يأتي إليه” بتوبة صادقة مؤكداً استعداده أن يقبله في أية لحظة يبصره آتياً إليه.

أما النوع الثاني من خوف الله فهو الذي يقود الى شلل حقيقي تجاه الإله القدوس الذي نحن مدعوون “فيه” أن “نحيا ونتحرك ونوجد” وهذا ناتج أن الله يصبح في اعتبار الإنسان “فزاعة” كما يصفه أحد فلاسفة الغرب “فولتير” الذي كان يصيح ويقول: “إنه إذ لم يكن الله موجوداً فيجب أن “نخترعه” لكي أفزع به خدامي” ويصبح الله مسبباً لهذا الخوف الذي خطره العظيم هو ان الإنسان الذي يعتريه “خوف كهذا” يجعله ينسى الله الذي فيه الحياة “والحياة هي نور الناس” كما يقول يوحنا الإنجيلي.
يا للمفارقة العظيمة الواردة في إنجيل هذا النهار، أناس يخافون فيطلبون الى الرب أن “يبتعد عنهم” وإنسان كان يخيف الناس ويسبب بعدهم عنه وعندما شفاه الرب تمسك به فسأله أن “يكون معه”.
أيها الأحباء أي نوع من خوف الله نختار؟ هل يكون سعينا أن نسجد للرب المخلص لنا وللعالم أجمع ونقول مع كاتب سفر الرؤيا: “تعال أيها الرب يسوع تعال”؟ فنحظى على حياة أبدية في ذاك الذي يقبلنا في توبتنا ويقول لنا “لا تخف إني فديتك وأريد أن تكون معي في مجدي” فإني لم آت الى العالم إلاّ لكي أدعو كل من يقبل أن يسمع صوتي. توجه نحوي أنت وأنا ساقطع المسافة التي تفصلني عنك لا تخف!     
أيها الرب يسوع كن معنا دائماً فنقول: “معنا هو الله ولذلك لانخاف من الشرير” فباتكالنا على من قال لبولس: “تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل”. فأهلنا يا ربنا أن نتمسك بك ساكناً فينا دائماً. آمين.

نشرة البشارة

الأحد 22 تشرين الأول 2006
العدد 43

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share