أحد الشعانين – المطران بولس (بندلي)
في أحد الشعانين هناك موقفان متباينان:
الموقف الأول: هو موقف البسطاء من الناس وأولادهم الذين دفعتهم الأعجوبة الكبيرة التي حدثت عندما سمع لعازر الميت الرباعي الأيام صوت الرب الذي ناداه قائلاً له: هلم خارجاً، فخرج نافضاً نتانة القبر بقوة السيد غالب الموت، دفعتهم هذه الحادثة التي لا تصدق أن يفرشوا ثيابهم تحت أقدام من حقق الإنتصار الأكبر وهو داخل بصورة التواضع الأكبر، إذ ركب على جحش بن اتان بينما يركب الفاتحون المنتصرون على الخيل الأصيل المنتقى. وأخذ الوضعاء يهتفون: أوصانا أي خلصنا يا من أتيت من الأعالي من لدن الإله الآب.
أما الموقف الثاني: فكان لفريق من هزّتهم عفوية فريق البسطاء، هزّتهم في صميمهم وقد اهتزت معهم مدينتهم فقالوا في أنفسهم “من هو هذا الداخل الى مدينتهم بهذه الطريقة التي لم نشاهدها يوماً ما قبلاً؟” وعندما رجعوا الى أنفسهم اكتشفوا بغضب أن الداخل الى مدينة السلام هو ذاك الذي تلفظ بنداء لا يرجى من المخاطَب الميت أن يجيبه ولكنه “أجاب” بخروجه حياً من كهف الموت.
ورغى الحقد في قلوب هذا الفريق وأخذ أفرده يتآمرون على السيد وعلى لعازر نفسه كي ينهيا قضية هذا الذي وُصِفَ بأنه لم يُسمعَ في الشوارع صوته ومع ذلك أسمع صوته للميت فأصغى اليه وقام.
أيها الأحباء في عيد الشعانين كلّ منّا أمام خيارين لا ثالث لهما، الى أي فريق من الاثنين نريد أن ننتسب وجدانياً.
عسانا أن نختار الفريق الأول ونصرخ مع الأطفال: “أوصانا في الأعالي، مبارك الآتي باسم الرب.
نشرة البشارة
الأحد 1 نيسان 2007
العدد 13