اللغة الواحدة – المطران بولس (بندلي)

mjoa Wednesday March 22, 2017 114

اللغة الواحدة – المطران بولس (بندلي)

في هذا اليوم العظيم، يوم عيد حلول الروح القدس على الرسل القديسين الأطهار، حدث أمر عجيب بالنسبة لمفهوم البشر ألا وإن تلاميذ الرب -الأميين في أغلبيتهم الذين بالكاد يمارسون التكلم بلغتهم الخاصة- مُكّنوا من أن ينقلوا البشارة الخلاصية الى أناس لم يكونوا يتكلمون بلغتهم. كلّ منهم سمع الرسل يخاطبونه بعظائم الله بلغته الذاتية التي كان من المستحيل أن يفهموا غيرها.

يا للعجب الباهر الذي حققه الروح الإلهي!

أما اليوم ونحن قد باشرنا بالألفية الثالثة من بعد هذا الحدث العظيم، وفي عالم يسعى كثيرون الى اكتساب معرفة لغة الآخرين كي يتواصلوا معهم في شتى الحقول، ألا نفكر بحاجتنا في بلدنا الجريح الذي تتعرض أوصاله للتمزق الرهيب بين التجاذبات المختلفة، الى ما يجعلنا نتكلم بلغة المحبة التي وحدها قادرة أن توصل رسالة الخلاص الحقيقي للإخوة الآخرين؟

ألا يجدر بنا أن نخاطب بعضنا بعضاً بلغة “الإخوة” الذين يؤمنون بإله واحد وبأنهم موجودون في بلد واحد يحتاج الى مساهمة كل أبنائه دون استثناء.

ايها الأحباء، في هذا العيد الخمسيني المبارك نحن مدعوون أن نعي أن البلد يهدمه التفرّق، وبالتالي هل نقبل في أن نهدم بلدنا بأيدينا؟

نحن مدعوون أن نقول:

عندما انحدر العلي مبلبلاً الألسنة كان للأمم مقسماً، ولما وزع الألسنة النارية، دعا الكل الى إتحاد واحد، لأجل ذلك نمجد بأصوات متفقة الروح الكلي قدسه.

فيا أيها الروح المعزي إرحم بلدنا، إحفظه من كل شر، أبعد عنه مكايد الأشرار المتربصة به لإهلاكه. إرحم الذين يتألمون فيه. إرحم حكامنا. إحفظ جيشنا من الأخطار. قوّ كل من يتعب لحفظ أمنه وارحم جميع المخلصين فيه وساعدهم في إيصاله الى الميناء الهادي. إجعل أبناءه يتكلمون بلغة واحدة ملهمة من الروح الإلهي المبارك مع الآب والابن الى أبد الدهور. آمين.      

نشرة البشارة

الأحد 27 أيار 2007
العدد 21

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share