عطية الله – المطران بولس (بندلي)
قال الرب يسوع للمرأة السامرية: “لو كنت تعرفين عطية الله ومن هو الذي يكلمك لكنت أنت طلبت منه فأعطاك ماءً حياً”.
هذا الكلام الذي وجهه الرب يسوع لمخاطبته، ورد بعد أن طلب منها أن تسقيه ماء عادياً فرفضت أن تجيب طلبه من أجل أسباب عرقية. حينئذ أجابها ببساطة كلية أنت ترفضين إعطائي ماء طلبته منك لكي أرتوي منه كوني قد شاركت الإنسان عطشه المادي كي أدعوه الى الإرتشاف من الماء الحي الذي أنا أقدمه للإنسان فلا يعطش أبداً فيما بعد.
أيها الأحباء، إن السؤال مطروح أمامنا: هل نعرف عطية الله التي تفوق كل عطية يمكن أن نجدها في طريق حياتنا، لأنها العطية الصالحة والموهبة الكاملة التي من لدن الله أبي الأنوار؟ الصعوبة تكمن في واقع حياتنا بأننا في كثير من الأحيان نجهل من هو الذي يكلمنا! نعم نستطيع أن نكون جاهلين للمسيح وهذه تجربة كثيراً ما تتسرب الى حياتنا وذلك لأننا نرتاح أن يكون الرب يسوع المسيح على الشكل الذي نرتاح عليه فنسقطه عليه! ولذلك فالكلام الذي وجهه السيد الرب للمرأة السامرية ينبغي أن يكون حاضراً وبشكل دائم في حياتنا. لقد سألها لو كنت تعرفين من الذي يكلمك لكنت أنت طلبت منه فأعطاك ماء حياً.
فيا ربنا يا من تجسدت من العذراء الكلية القداسة بحلول الروح القدس عليها، يا من وهو إله تام ارتضيت أن تكون إنساناً تاماً لكي تبقى أمامنا دائماً، أهلنا أن نتعرف إليك بحقيقتك وأنت هو الإله الحي الذي منك يتدفق الماء الحي. أعنّا يا رب لكي لا نشوهك بل أن تكون أنت الإله الذي ارتضى الصلب والموت والدفن فقام في اليوم الثالث، ونعلن للعالم إيماننا كما أعلنه أهل السامرة بأنك أنت المسيح مخلص العالم بأسره. فخلصنا يا رب من انكماشنا على أنفسنا وأن نعرفك أن الإله الحقيقي وحدك الذي مت وقمت لكي تخلص الإنسان، كل إنسان. فنسألك أن تدفق من مائك الحي في حياتنا كي لا نعطش أبداً فإنك المبارك الى دهر الدهور. آمين
نشرة البشارة
الأحد 6 أيار 2007
العدد 18