هوية الرب يسوع – المطران بولس (بندلي)

mjoa Wednesday March 22, 2017 196

هوية الرب يسوع – المطران بولس (بندلي)

أتؤمن بابن الله؟ هذا هو السؤال الذي طرحه الرب يسوع على الأعمى الذي شفاه محققاً معجزة باهرة تفوق كل المعجزات! وإذ بهذا الأخير يجيبه بسؤال آخر قائلاً: من هو لكي أومن به؟

أيها الأحباء إن الأعمى الذي فتح له يسوع عيني جسده فدخلت النعمة أعماق حياته وجعلته بصيراً، أصبح مستسلماً لرحمة عظيمة شملت كيانه فقبل بها “على العمياني” كما اعتدنا أن نقول ولذلك أجاب من هو لكي أؤمن به؟ أي أكد إنه مستعد أن يؤمن بمن يعينه له مخاطبه وشافيه دون أي جدل، لأنه مقتنع كل الإقتناع وبشكل لا لبس ولا تردد فيه إنه أمام “الحق” بذاته.

كشف له الرب حقيقته، أليس هو الذي قال “طوبى لأنقياء القلوب لأنهم يعاينون الله؟ أليس هو الذي تهلل بالروح وشكر الآب السماوي لأنه أخفى الحقائق عن الحكماء والفهماء وكشفها للأطفال أي لؤلائك الذين ليس لديهم حسابات شخصية ليقبلوا الله على حقيقته فلا يشوهونه بالإسقاطات “المصلحية” التي يقذفون صورته النيرة بها!

فنحن إذاً مدعوون أن نؤمن بيسوع ابن الله الحي الذي يعطينا نوراً فتستضيء حدقتا بصيرتنا الداخلية، فلا نقبل أن إلهنا خاطىء لأنه خالف الشريعة التي وضعها هو كي يشفي الإنسان المدعو أن يحفظ الوصايا بجوهرها الحقيقي كونها هي أساس لنموه حتى يصل الى قامة ملء المسيح؟

أعطانا الله بنعمته أن تكون لنا عينان حيتان كي نقبل به ربّاً متحنناً على جنسنا البشري وليس “فزاعة” كما نجرب في كثير من الأحيان ونحن في عالم كثيراً يفضل أبناؤه الظلمة المميتة على نوره المحيي.

أهلنا الله أن نعلن هويته الحقيقية للعالم فإنه نور العالم ومن يتبعه لا يمشي في الظلام بل يكون له نور الحياة.

هذه هي هوية الرب يسوع المسيح، فلنكن شهوداً مستعدين لتقبلها وجدانياً في حياتنا ونسجد له كما فعل أعمى إنجيل هذا النهار وبالوقت نفسه فلنحمل نوره لكل من حولنا فنمجد معهم إلهنا ومخلص العالم أجمع المبارك الى أبد الدهور. آمين.                                  

نشرة البشارة

الأحد 13 أيار 2007
العدد 19

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share