“تفضيل الذل” مع “شعب الله” – المطران بولس (بندلي)
في الرسالة التي تُليت اليوم على مسامعنا هناك إشارة إلى شعب الله وشعب الله هذا، كما يشير بوضوح الكتاب المقدس، ليس شعباً معيناً من شعوب هذا العالم كما يزعم البعض وكأن الله صنّفهم شعباً له. الله ليس عنده محاباة للوجوه، ولذلك يتألف “شعبه” من أناس موزعين بين كل الشعوب البشرية دون إستثناء، يتألف من أولئك الذين قبلوا في صميم ضمائرهم أن الله إلههم رافضين كل إله آخر أياً كان والمرددين مع المزمور الشريف ما ننشده في الأعياد السيدية: “أي إله عظيم مثل الهنا! أنت الله الصانع العجائب وحدك”. إذاً تكون عضوية “شعب الله” متاحة لكل إنسان، إنما لهذا الانتماء شروطاً وأسساً يجب أن تتحقق لكي يكون حقيقياً وراسخاً.
الشرط الأساسي هو بأن يقبل الإنسان بالله -هناك أمور كثيرة تعترض هذا القبول الوجداني بالله- لنا مثل في المقطع الانجيلي الذي رتبته الكنيسة لهذا الأحد الأول من الصوم: “فنثنائيل، عندما دعاه صديقه فيليبس الذي أتى اليه مبشراً إياه بأنه قد وجد من كانا يفتشان عنه معاً في الكتب المقدسة، في الناموس والمزامير، أي الرب يسوع المسيح، فنثنائيل هذا أخذ يسقط على السيد الرب كل ما كان حفظه من هنا وهناك، بأنه لا يمكن أن يكون من الناصرة شيء صالح، وكان بالتالي مدفوعاً أن يرفض الإله المتجسد لولا استدراك فيليبس وطلبه منه أن يأتي وينظر، فعندما أتى ونظر وسمع قول الرب يسوع كاشفاً له أنه يعرفه صميمياً قبل أن يدعوه صديقه، فحينئذ قبله “إلهاً” له وبالتالي إنتمى إلى شعب الله.
لكن الإنتماء إلى شعب الله ليس سهلاً كونه لا يقتصر على مرة واحدة يدخل فيها الإنسان شعب الله وينتهي الأمر عند هذا الحد -إن هذا الإنتماء يتطلب من الإنسان جهوداً جبارة ومستمرة كي يحافظ على إنتمائه هذا. وبالتالي عليه أن يدخل ميدان الجهادات التي ذُكرت في مقطع الرسائل الذي رتبته الكنيسة المقدسة وهذه الجهادات ليست وهماً، وأهمها حتماً هو التعيير الذي يُوجه إلى كل من يريد هذا الإنتماء ويسعى إليه
-إن كان الكتاب المقدس يذكر قائلاً: “تعييرات معييريك وقعت عليّ”فإنه يكشف لمن يريد أن يكون من شعب الله أن ذلاً ينتظره ولكنه مدعو في النهاية أن يفضل بملء إرادته أن يُذل مع شعب الله على أن يكون له تمتع وقتي بالخطيئة.ألا أهلنا الله لذلك بنعمته المقوية لضعفنا. آمين.
نشرة البشارة
الأحد 25 شباط 2007
العدد 8