سحابة الشهود – المطران بولس (بندلي)
“لذلك نحن أيضاً إذ لنا سحابة من الشهود مقدار هذه محيطة بنا لنطرح كل ثقل والخطيئة المحيطة بنا بسهولة ولنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا” (عب1:12).
أيها الأحباء نحاط الآن بسحابة من الشهود إنهم شهداؤنا الأبرار الذين يقدمون حياتهم ذبيحة حيّة على مذبح الوطن مُقدِمين على التضحية القصوى التي لا حدود لها. إنهم “يحيطون بنا”، هل نتأمل كفاية بأهمية هذه الإحاطة الواقية لنا من مخاطر العدو الشرس الذي همه الوحيد أن يفرقنا بعضنا عن بعض؟.
إن دم شهدائنا يستصرخنا لنطرح عنّا الأثقال التي تهلك بلدنا وتعرضه للضياع والتشرد. والخطيئة الكبرى هي لا مبالاتنا تجاه الوطن الذي يدفع عنه هذا الثمن الغالي الذي يفوق كل تقدير، وهذه الخطيئة يمكن أن تبرق أمامنا بلمعان كاذب. هل ننسى الدماء التي سفكت من أجل حفظنا وحمايتنا.
وها نحن ندعو أن نحاضر أي أن نكون حاضرين جاهزين غير متقاعسين وغير ملقين المسؤولية على الآخرين، لنحضر ونصبر ولا نيأس من بلد تحيط به كوكبة الشهود هذه ولنجاهد لكي نكون أهلاً للتضحيات الجسيمة التي يقدمها جيشنا من أجلنا.
نتابع الصلاة لكي يحفظه الرب قائداً وضباطاً وافراداً وليحمهم وليؤهلنا أن نكون على إستحقاق لما يبذل من أجلنا ولنصرخ قائلين: يا رب بأوجاع شهدائك الذين تكبدوها من أجلك تشفع واشف أوجاعنا كلها نحن المتضرعين إليك يا محب البشر. آمين.
نشرة البشارة
الأحد 22 تموز 2007
العدد 29