الوحدة الحقيقة – المطران بولس (بندلي)
في الأسبوع الممتد بين 18 كانون الثاني و25 كانون الثاني نصلي في كل كنائسنا من أجل الوحدة التي نتوق إليها عندما نعلن في دستور إيماننا “بكنيسة واحدة” وهذه الوحدة لا يجب أن تكون “رغبة” فقط بل “واقعاً” نحاول بقدر ما يمكننا أن نحيا فيه. متذكرين في ذلك كله صلاة الرب يسوع قبل آلامه من أجل خلاص العالم عندما طلب لتلاميذه ولمن يؤمن به بواستطهم: “أن يكونوا واحداً كما هو والآب”.
أيها الأحباء، إن الوحدة المبتغاة التي يريدها ربنا لكنيسة إفتداها بدمه الكريم لا تستطيع أن تكون أية وحدة كانت، ليست وحدة شكلية بل وحدة حقيقية، ليست وحدة مادية بل “وحدة روح” يعبّر عنها رباط السلام كما يذكر القديس بولس في رسائله طالباً أن نحافظ على وحدة تتجذر في قلوبنا فتربطها مع بعضها البعض وتجمعها في سلام حقيقي لا تستطيع ظلمة هذا الدهر أن تعطله.
ولذلك كله تكون الوحدة الحقيقية مؤسسة على الكلمة الإلهية الحية والمحيية وليس على مصالح بشرية.
فالكنيسة، جسد المسيح، التي عانت كثيراً من الهرطقات والإنشقاقات التي كثيراً ما حاولت تمزيقها ولكنها لم تستطع أبواب الجحيم أن تقوى عليها كما وعدها سيدها، ولكن تاريخها مرَّ بظروف قاسية عرضت فيها، عليها (أي على الكنيسة)، لحمة مصلحية ولكنها لم تنجح بل ربما بعض هذه الوسائل قد ردّها الى الوراء لأن كلمة الله التي اتكلت عليها في مسيرتها كانت دائماً المنهج القديم الوحيد الذي يساعدها في أن تحقق وحدتها ولذا كانت الصلاة ولا تزال السلاح الوحيد الذي يمكنها أن تحقق هذه الوحدة الحقيقية التي يريدها ربها لها.
ولذلك نحن مدعوون أن نتمسك بكلمة الله التي وحدها تضمن للكنيسة وحدة تنتصر على الحواجز التي تفصل البشر عن بعضهم البعض، وإذا تذكرنا وحدة أقانيم الثالوث المقدس التي إن وضعت أمامنا كنموذج أمثل لوحدة الكنيسة المقدسة فسنسعى بمعونة الله أن نتذكر الدعوة الإلهية التي تدعونا أن نكون واحداً في الله الواحد الذي اقانيمه المتمايزة أقنومياً هي واحدة في جوهرها الإلهي وإذا ما هتفنا مع خدمة كنيستنا الصلاتية “بعد إلتماسنا الإتحاد في الإيمان وشركة الروح القدس” نهتم بأن نودع أنفسنا وبعضنا بعضاً وكل حياتنا المسيح الإله، وهكذا نسلم رأس الكنيسة وفاديها وحدة جسده المقدس ووحدة أعضائه (أي نحن) في إتحاد ينتصر على كل تجارب التفرقة السائدة في عالمنا.
ألا أهلنا الله لهذه الوحدة الحقيقية ولنصلي قائلين: أنت يا رب إجمع كنيستك الى إتحاد واحد يتجلى فيه رباط سلام حقيقي يربطنا بعضنا مع بعض فيتمجد اسمك القدوس الى الأبد. آمين.
نشرة البشارة
الأحد27 كانون الثاني 2008
العدد 4