بياض الثلج – المطران بولس (بندلي)

mjoa Friday April 21, 2017 417

بياض الثلج  – المطران بولس (بندلي)

نزل الثلج على أرضنا فكساها بغشاء نقي، وفي أماكن قلّ ما يحدث ذلك وقعت أعيننا على سربال توشحت به بقاعنا، فنظرنا إليه شاكرين الله على نعمه الغزيرة…

أيها الأحباء، عندما نتأمل بهذا البساط الأبيض الذي لا تشبع منه أعيننا غير المعتادة عليه، فيرِد الى عقولنا ما ورد في المزمور الخمسين: “تغسلني فأبيض أفضل من الثلج” فنتساءل هل هناك بياض أفضل من بياض الثلج؟ فيجيبنا صوت إلهنا المحب البشر: نعم هناك بياض أفضل من بياض الثلج! إنه البياض الناصع الذي تعطيكم إياه نعمتي إذا تبتم توبة حقيقية عن خطاياكم ورجعتم إليَّ. وقد ذكر النبي أشعيا كيف أن الرب يقول لكل الناس: “إن كانت خطاياكم حمراء كالقرمز فأنا أبيضها كالثلج”.

نعم إن رحمة الله عظيمة جداً، لا يترك علينا خطيئة، فإنه حمل الله الذي غسل خطايانا بدمه، وبذلك دفع عنّا فدية لا يضاهيها ثمن مهما بلغ، لكي يعتقنا من عبودية الخطيئة. هل نذكر كلام بولس الرسول عندما يتوجه الى الكورنثيين قائلاً: “قد اشتريتم بثمن فلا تصيروا عبيداً للخطيئة”.

أما بياض ثلج رحمة الله فيختلف عن بياض الثلج الطبيعي بما يفوق كل قياس أرضي. فإنه لا بد من برودة قاسية ترافق الثلج الطبيعي، فيتضايق الإنسان منها وينزعج، أما رحمة الله فتعطي بالثلج الذي تسكبه على القلوب، حرارة عظيمة تدخل صميم الحياة فتملأها بدفء عظيم يُساعد الإنسان أن ينتصر على برودة الخطيئة القاتلة له.

إذا كنّا طالعنا حياة القديس سيرافيم ساروفسكي نتذكر عند ذاك الإنسان الذي عاش في مناطق قاسية جداً في برودتها، كيف انه كان يشعر بدفء عظيم يتناقض حتماً مع درجة حرارة الطبيعة حوله، فنتذكر ما تقوله تراتيل كنيستنا المقدسة في عيد ميلاد ربنا ومخلصنا يسوع المسيح بأنه “حيث يشاء الله يغلب نظام الطبيعة”.

فإلى إلهنا الحمل القدوس نرفع قلوبنا ونصرخ نحوه قائلين: يا رب ارحم حياتنا، ونقها أفضل من الثلج، وامنحنا حرارتك في مشاعرنا كي لا تسيطر عليها البرودة القتالة. سلّم حياتنا من كل شبه شر، وارحمنا، وارحم بلدنا، وارحم عالمك بما أنك صالح ومحب للبشر. آمين.         

نشرة البشارة

الأحد 3 شباط 2008
العدد5

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share