معونة الله القادرة على كل شيء – المطران بولس (بندلي)
لقد عيّدت الكنيسة المقدسة أول أمس في السادس والعشرين من تشرين الأول للقديس العظيم في الشهداء ديمتريوس المفيض الطيب الذي استشهد في مدينة سالونيك في اليونان. ومن الأحداث التي رافقت استشهاده الحادثة المتعلقة بتقويته لشهيد آخر يدعى نسطر –عيّدت الكنيسة له يوم أمس أي في السابع والعشرين من الشهر نفسه- فقد كان في ميدان تسالونيكي شخص وثني يدعى لهاوش، كان يتحدّى بقوته الجسدية الخارقة، كل إنسان يبارزه، وإذ حُكِمَ على نسطر أن يدخل الميدان ليواجهه في القتال، شجعه ديمتريوس، فدخل نسطر يصارع لهاوش، وكانت هذه المهمة مستحيلة في نظر جميع المشاهدين، إذ كانوا على يقين مسبق إنه سيُغلب فيه ويموت بالتالي على يده شر ميتة. فما كان من نسطر إلاّ وصرخ عند دخوله الميدان: يا إله ديمتريوس أعنّي، وواجه لهاوش في القتال، وانتصر عليه خلافاً لكل التوقعات، لذلك تهتف الكنيسة المقدسة في ترنيمها: “إن المسكونة وجدتْك منجداً عظيماً في الشدائد، وقاهراً للأمم يا لابس الجهاد، فكما أنك حطمت تشامخ لهاوُش، وفي الميدان شجَّعت نسطر، كذلك أيها القديس، توسل إلى المسيح الإله، أن يهب لنا الرحمة العظمى”.
فيا أيها الأحباء “إن ضعف الله أقوى من الناس” هكذا يتكلم القديس بولس عن الصليب الكريم في الرسالة الأولى الى أهل كورنثوس، أي ان ما يظن ضعفاً عند الله كونه رحيماً ومحباً للبشر. ولطف طول أناته تجاه البشر لا يمكن أن يُحد، الذي تجلى بأحلى بيان في الصليب الذي تحمله ربنا ومخلصنا يسوع المسيح من أجل خلاص العالم وعدم رضوخه لتحدي اليهود الذين كانوا يصرخون: “إنزل عن الصليب لنرى ونؤمن”، هذا كله يبدو للبشر مظهر ضعف لا يوصف عند السيد الرب، ولكنه كما تعلمون ان يوسع المسيح الذي لم ينزل عن الصليب كونه كان يريد أن يخلص به العالم، هو الذي بعد ثلاثة أيام من دفنه كان الملاك يهتف نحو النساء الحاملات الطيب الآتيات الى قبر المعطي الحياة: “أنتن تطلبن يسوع الناصري المصلوب ليس هو ههنا لكنه قد قام.
فيا أيها الأحباء إن معونة البشر لن تأتي إلاّ من الله، وإذ كانت رحمته تدركنا كل أيام حياتنا، فلنصرخ إليه وسط التجارب والمحن بك ثقة في تحننه: يا إله ديمتريوس، أي الإله الحي القوي القادر على كل شيء، إرحمنا كعظيم رحمتك، فمعونتك قادرة أن تنقذنا من كل الشدائد والضيقات.
إرحمنا يا رب ولا تترك العالم ولا بلدنا أن يقعا في هاوية الأشرار.
أعنّا يا رب فلنا ثقة إن معونتك لنا لن تخذل أبداً. آمين.
نشرة البشارة
الأحد 28 تشرين الأول 2007
العدد 43